الموضوع :محاضرة ـ الوحدة الوطنية والتعايش المسيحي الإسلامي
المكـان : نادي جرجوع ـ 27/8/1967
المناسبـة :
افتتاح نشاطات النادي الاجتماعية والثقافية
ـ مقتطف من النص ـ
بدأ الإمام المحاضرة فقال: "إن الوحدة الوطنية نعيشها اليوم في أعمالنا، وفي اجتماعاتنا، وفي لقاءاتنا، وفي تعاوننا في مجال الوظيفة الرسمية وغير الرسمية.
ولكن هذه الوحدة يجب ألا تعني كما يعتقد البعض، ذوبان الجناح المسلم في الجناح المسيحي، أو ذوبان الجناح المسيحي في الجناح المسلم. بل يعني أن يظلم المسيحي على مسيحيته مئة بالمئة ويمد يداً مخلصة إلى أخيه المسلم. وأن يظل المسلم مسلماً مئة بالمئة، ويمد يداً مخلصه إلى أخيه المسيحي. فإن ذلك يكون أجدى وأنفع، ونكون بذلك نعيش الوحدة الوطنية فعلاً لا قولاً".
وحمل سماحته على المتاجرين بالوطنية باسم الدين وقال: "إنهم مساكين أولئك الذين يعتقدون أن هناك تعارضاً بين الدين والوطنية، إذ أن كلا منهما يكمل الآخر.
إن تجار السياسة هم الذين يغذون النعرات الطائفية للمحافظة على وجودهم، بحجة المحافظة على الدين في الوقت الذي يكون الدين فيه بحاجة إلى من يحميه منهم".
ودعا سماحته إلى ضرورة التعايش المسيحي والمسلم لما فيه خير المجموعة. وقال: "إن هذا التعايش ليس بجديد إنما هو حقيقة راسخة على مر العصور". وأعطى مثلاً على ذلك فقال: "إن الإمام علي بن أبي طالب حين أصيب بالضربة الأخيرة، كان الطبيب الذي أستدعى لمعالجته مسيحياً، وكان الإمام وولدا الإمام الحسن والحسين يثقون ثقة مطلقة بهذا الطبيب، فهل هناك من هو أشد غيرة على إسلاميته ودينه من الإمام علي ومن ولديه الحسن والحسين حتى لا يؤمن بضرورة التعايش المسيحي والمسلم؟".
ونبّه سماحته في نهاية محاضرته إلى الخطر الصهيوني وقال: "إن غدر الصهاينة ومؤامراتهم لم ينج منها لا المسيحيون ولا المسلمون على السواء، والتاريخ شاهد على اضطهادهم للسيد المسيح وعلى تحريفهم للأحاديث النبوية ومقاومتهم للدعوة الإسلامية. وها هو خطرهم اليوم يتهددنا جميعاً مسيحيين ومسلمين وأولئك الأعداء لا يفرقون في غدرهم بين مسلم ومسيحي؟". ودعا سماحته إلى ضرورة العمل لاسترجاع كل جزء اغتصب من أجزاء الأمة العربية، وقال: "إن ذلك لن يتحقق إلا بالتهيئة والاستعداد والبذل. أما الانتظار وعدم الاعتماد على النفس معناه الجبن والاستكانة والتخاذل، وهذا كله لم يكن يوماً من شيم العرب وصفاتهم".