رأت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أنّ الدعم الذي يحصل عليه "حزب الله" في الداخل اللبناني سيتوقف عند صدور القرار الظني بجريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، معربة عن اعتقادها أنّ هذا القرار سيضع نهاية لتحالف الحزب مع نجل الحريري، رئيس الحكومة الحالي سعد الحريري، كما سيجعل من الصعب على الحزب الحفاظ على علاقته المتينة بحليفه المسيحي العماد ميشال عون، الأمر الذي سيهدّد لبنان بالدخول في أزمة سياسية خطيرة تزامناً مع ما توقّعته الصحيفة الاسرائيلية من تكثيف للمطالبات بتفكيك ونزع سلاح حزب الله، "الميليشيا المسلحة الأخيرة في لبنان"، وذلك في ترجمة لـ"التوتر" الذي سبق أن "تكهّن" به رئيس أركان الجيش الاسرائيلي غابي أشكينازي.
"هآرتس" توقفت عند الخطاب الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، واصفة إياه بـ"اللاذع"، ملاحظة أن السيد نصرالله هاجم فيه المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري كما ربط بين نتائج التحقيق الدولي المرتقبة وقضية شبكات العملاء التي تحوّلت إلى حديث البلد في لبنان، على ضوء توقيف موظفين في شركة ألفا للاتصالات.
ولفتت "هآرتس" إلى الخلاصة التي توصل إليها السيد نصرالله ومفادها أنّ المدّعي الدولي القاضي دانيال بلمار سيصل لنتائج "مصطنعة ومختلقة". وسألت الصحيفة الاسرائيلية عما يثير غضب السيد نصرالله وما إذا كان هناك في الواقع أي رابط بين التطورين المذكورين.
وأشارت "هآرتس" إلى أنّ نتائج التحقيق الدولي، المتوقع أن تشمل أسماء المتورطين باغتيال الحريري الذي يشغل ابنه سعد منصب رئيس الحكومة اللبنانية حالياً، ستصدر في شهر أيلول المقبل أو قبل نهاية العام على أبعد تقدير. وفي هذا السياق، ذكّرت الصحيفة بتقرير المجلة الألمانية "دير شبيغل" في أيار 2009 والذي زعم أنّ لدى المحكمة إثباتات حول تورط "حزب الله" في الجريمة كما لفتت إلى أنّ أربع مسؤولين في "حزب الله" خضعوا للتحقيق في شهر آذار الماضي.
وخلصت "هآرتس" إلى أنّ لدى السيد نصرالله سببا وجيهاً للقلق من النتائج الظاهرة للتحقيق الدولي والقرار الظني المنتظر. وبحسب الصحيفة الاسرائيلية، فإنّ من شأن هذه النتائج أن تعلن نهاية التحالف بين رئيس الحكومة سعد الحريري وحزب الله كما أنّ من شأنها أيضاً أن تجعل من الصعب على "حزب الله" الحفاظ على علاقته المتينة بالعماد ميشال عون، الأمر الذي يهدّد لبنان بأزمة سياسية خطيرة.
"هآرتس" رأت أنّ هذه الأزمات ليست "متاعب" حزب الله الوحيدة "فمؤخراً، شهدت الساحة اللبنانية انتقاداً داخلياً متصاعداً لتزايد نفوذ المنظمة الشيعية في البلد ولنشاطاتها العسكرية جنوب الليطاني، الأمر الذي لا يخرق القرار الدولي 1701 فحسب بل يهدّد أيضاً بتوريط لبنان في حرب جديدة في إسرائيل قبل أن تلتئم الجراح من السنوات الأربع الأخيرة"، على حدّ تعبير الصحيفة الاسرائيلية.
"هآرتس" ذهبت إلى حدّ اعتبار أنّ الحملة الاعلامية التي تديرها إسرائيل منذ أشهر لكشف مخابئ الأسلحة التي يخزّنها "حزب الله" في القرى الجنوبية ولا سيما في بلدة الخيام وجدت صداها في لبنان حيث أشارت المخاف بشأن خطط "حزب الله".
عسكرياً، أقرّت الصحيفة الاسرائيلية أن لا قوة في لبنان تستطيع أن تشكل خطراً حقيقية بالنسبة لحزب الله، ملاحظة أنّ "النائب الدرزي وليد جنبلاط" تحوّل من عدو الحزب الى حليفه مؤخراً كما أنّ العماد ميشال عون يحتضن حزب الله علناً عند كل فرصة. ولكنّ الصحيفة أعربت عن اعتقادها بأنّ هذا الدعم سيتوقف دون شك متى صدرت المعطيات المستندة لأدلة حول تورط حزب الله بجريمة اغتيال الحريري. "عندها، سيستبدل هذا الدعم بالمطالبات بتفكيك ونزع سلاح حزب الله، الميليشيا المسلحة الأخيرة في لبنان"، ختمت الصحيفة الاسرائيلية مقالتها