منذ اشهر والكلام يدور عن ان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تملك معطيات وتتحضر لاطلاق اتهامات من شأنها ان تزعزع اسس الاستقرار الامني والاقتصادي في لبنان، ومنذ سنوات والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله لم يتحدث مباشرة في موضوع المحكمة، ما خلا الفترة الاخيرة حين استدعت بعض عناصر الحزب للاستماع اليهم حيث طالب السيد نصرالله المحكمة بعدم التسييس.
ولكن، ما حصل بالامس في كلام الامين العام للحزب قلب هذه المعطيات رأساً على عقب، وبات "حزب الله" في مواجهة مباشرة مع المحكمة بكل ما ومن يمثل، وبكل ما يملك من اسلحة، طبعاً غير الحربية منها. وتوقفت بعض الاوساط عند نقاط محددة تضمنها الخطاب الاخير، فهو اثار ردود فعل من قبل قوى الاكثرية السابقة صبت كلها في خانة ان السيد نصرالله رفع السقف عالياً واعاد لغة التخوين وشكك بالمحكمة الدولية وان كلامه لا يجوز ويهدد الاستقرار السائد. وردة الفعل هذه اعادت الى الاذهان ردود الفعل السابقة على كلام للسيد نصرالله وابرزها الكلمة التي القاها في ايار 2009 في الاحتفال السنوي لتحرير الجنوب غداة اعلان مجلة "دير شبيغل" الالمانية تقريرها الشهير.
ولفتت الاوساط الى ان السيد نصرالله يرفع النبرة عالياً حين يتعلق الامر باتهام "حزب الله" باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، كونه يعلم ان هذا الامر من شأنه ان يضر بالوضع السائد على الساحة، وقد يؤدي الى فتنة سنية- شيعية يحاول الجميع تجنبها في لبنان والدول الاقليمية، كما ان من شأنها ان تفتح جبهة جديدة للحزب ليحارب عليها فيما الجبهات الاخرى مفتوحة ولو انها لا تشهد معارك ضارية.
واشارت الاوساط الى وضع السيد نصرالله مسألة العملاء والعمالة على رأس الاهتمامات واعطائها الاولوية على ما عداها من مواضيع، ليدخل من هذه النقطة الى احداث سابقة في هذا الاطار شهدها لبنان واطلق عليها تسمية "البيئة الحاضنة" محذراً اياهم من انهم شركاء في العمالة. ورأت الاوساط ان هذا الكلام اتى بمثابة تنبيه الى من يستهدفون الحزب واركانه من الداخل اللبناني، بأن الحزب لا يزال عند كلامه الذي اطلقه في العام 2006 خلال وبعد حرب تموز حيث قال انه يملك معلومات واثباتات عن تورط شخصيات رفيعة في التآمر مع اسرائيل، (وهو ما كرره بالامس الوزير الأسبق وئام وهاب)، وقد يستعملها عند الحاجة.
وما برز في كلام السيد نصرالله ايضاً كان تركيزه على ان اي قرار يصدر عن المحكمة ويستند الى الاتصالات ومعطيات تقدمت بها شركة الاتصالات بعد ان ظهر مدى التغلغل الحاصل فيها من قبل العملاء، وهو امر قد يهدد التحقيق الدولي برمته او على الاقل يلقي بالشكوك حوله. ناهيك عن الملف الذي قال انه يتحضر لاعلانه في ما خص المحكمة وشهود الزور وغيره من المعطيات، ما يعني ان السيد نصرالله تأكد بالفعل من ان الهواجس التي نقلت اليه من اكثر من مصدر وآخرها النائب العماد ميشال عون صحيحة، لذلك ارتأى حزب الله ان الامر بات يحتاج الى كلام مباشر منه وبنبرة عالية لكي يستيقظ من لا يزال نائماً ويدرك ان الحزب لن يسكت عن هذا الموضوع مهما كلف الامر، ووفق معلومات الاوساط فإن اللقاءات التي جمعت السيد نصرالله بأركان سياسية منذ ايام انما تصب في خانة معالجة اي محاولة لقيام 7 ايار جديد اي عدم افساح المجال امام حصول مناوشات مسلحة، خصوصاً وان البعض اعتبر ان قرار سحب عناصر من الجيش من العاصمة والمناطق لتعزيز التواجد في الجنوب كان مفتعلاً لمنعه من التدخل كما يجب اذا لزم الامر.
ولم تخف الاوساط فضولها في معرفة ما يملكه السيد نصرالله على فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي كي يتهمه بطريقة غير مباشرة والغمز من قناة انه يملك اجوبة محددة على اسئلة طرحها تضع الفرع في موقع غير مريح، وذلك بعد الاشادة به منذ ايام من قبل المدير العام لقوى الامن، وعلى ابواب تعيينات ادارية قد تمهد لفتح الباب امام تشكيلات عسكرية