لله ِ دَرّك قد حَمَيت َ حِـمانا
والنصر ُ حَلـَّـَق ََ في فـَضاء ِ سمـانا
يا صانع َ الأمجاد ِ كيف أتيتنا ؟
أهديتنا نصرا ً وغيرُ ك خانـا
أثبت َّ أن ّ النصر َ محض ُ إرادة ٍ والنصر ُ كان أمامـَنا البُرْهـانـا
كنت َ الصَدوق َ وكان وعدُ ك َ صادقا ًلم تَخذِ ل ِ الأنصار َ والخِلانـا
فَوَثَبْت َ والفرسان ُ حولك َ عُصْبة ٌ أ ُسْـد ٌ إذا داعي الجهاد ِ دعانـا
ورجالك َ الأبطال ُ حولك َكلهُم ْأنـا التفــت َّ وجدْ تهم عُـقبا نـا
فإذا علي ٌّ سـاكن ٌ بنفوسِــهم وإذا حسين ٌ يسـكن ُ الأبد انــا
أوْلَمْــت َ من جُثث ِ العدو ِ وليمـة ً
أشْبَعْـت َ منها الد ُّود َ والغِـربانـا
فوعدتـَنـا ، وأتيْـت َ بالنصر ِ الكبير ِ
وعاد َ جيش ُ الخاسـئين َ مُـهـانـا
***
ما كنت ُ يوما ً مُنـْشِدا ً في جَوقَـَـة ٍوَفـْق َ العَطاء ِ يُدبِّـج ُ الأوزانـا
هي َ سُنة ُ الأحرار ِ في زَمن ِ الرذيلة ِوالخنـا : أن ينصروا الفرسـانا
كم كنت ُ أطمح ُ في ارتواء ِ حُشاشتي ورجـعت ُ عن ْ آبارهـم ظمآنـا
يا أيها الصقـْر ُ المحلـِّـق ُ عاليـا ً
والآخرون تحولوا جـُرذانـا
نظـِّـف ْ لنا بيروت َ من ْ أوساخِها
وأعـِـد ْ الى عليائـه ِ لبنانـا
تلك َ الأفاعي أخرجت ْ أنيابهـا وبـَنـَـت ْ على حـُلـُم ِ الخـَـراب ِ رِهانـا
وتبادلوا الأنخاب َ مع ْ أسيادِهم سَـقـْط ُ الرجال ِ يُعاهــد ُ الشيـطانـا
أطفَأت َ نا ر َ الطائفية ِ بعدمـا قـَـدَحوا الزناد َ ليُشعلوا النيرانـا
أوّاه ُ كم أرْعبْتـَـهم حين َ الحسام ُ
لا ..لا تـُفاوض ْ زُمْـرة َ الشيطان ِ لا دِيْـن ٌ لمن يتوسَّـل ُ الشيـطانا
لا تـَلـْمَسَـن َّ يد َ الخيانة ِ والخنوع ِ ولا تـُـشَـرِّف ْ بالعِناق ِ جبانـا
***
بيروت ُ يا وَجـَع القصيدة ِ لم أزل رَغـْـم َ المـَشيب ِ بعشقها ولهانـا
يا أيها الشيب ُ المُـعَـتـَّق ُ في المفارق ِ لـم أزل ْ بـِلـَواعـِجي نشـوانا
بيروت ُ أعوام تـُفرِّق ُ بيننـا لا هُنـْت ِ أنت ِ ولا ترابُك ِ هانـا
هاتي كؤوس َ العشق ِ نشرب ُ خمرَها
لا ضـَيْرَ لو خمر ُ الهوى أعمانـا
فلـَطالما آسَيْـت ِ جرح َ مُناضل ٍ
ولكـل ِّ مُشْـتاق ٍ فـَتـَحْت ِ جَنانـا
لا تـُرْضِعي قطط َ الطوائف ِ بعدما
قتلوا المسيح َ ودنسـوا الفـُرْقـانا
لافرق َ بين موحـِّـد ٍ ومُـثـَـلـِّـث ٍ
فـَلِمَسْـلخ ِ الأعداء ِ سِيْــق َ كِلانـا
لا فرْق َ في دين العدو ِ إذا
الضحية ُ تعبد ُ الإنجيـل َ أو قرآنـا
بل ْ مَـن ْ تعَشـَّـى مِــن ْ أهِـلـَّـتِنـا
ســيجعل ُ – في غد ٍ – إفطارَه صُلبانا
ذبحوك ِ يا بيروت ُ مرات ٍ مضت ْ
وكما نهضت ِ سَـتـَنهضين َ الآنـا
***
يا لابـسا ً وَجَـع َ العروبة ِ حَـرْبَة ً نـَجـْـلاء َ ترقص ُ في صدور ِ عِـدانا
لولاكَ لــم تُفتـَـح ْ زنازين ٌ ولا حُـرِّية ٌ رفــَّـت ْ علـى أسـرانا
فـَلـْتـَهنئي أم َ الأسير ِ وزغردي فالشِّــبل ُ عاد َ بمجــدِه ِ مُـزدانـا
بشراك ِ يا أم الشهيد ِ فهللـي مـا عـاد َ رقـْـمَـا ً في العراء ِ مُهانـا
ودلال ُ بعد َ اليوم ِ تـَمشـُـط ُ شعرَها وببيـتها .. تتوسَّـط ُ الأحضـانا
***
يا راوي َ التاريخ ِ حَـدِّ ث ْ عن فتى ً
مَـلأ البلاد َ مَناعـة ً وأمـانا
حَـدِّ ث ْ عن الأحرار ِ كيف تـَسَنـَّموا
العليـاء َ وانتـَصبوا بها فرسـانا
حـَدِّ ث ْ عن الأمجاد ِ ضيعَها صعاليك ُ
الفسـاد ِ وضيـَّعوا الإنسـانا
لو أن َّ موجـات ِ الفسـاد ِ تفجرت ْ فوق َ الهضاب ِ لأحدثت ْ بركـانا
تلك َ العـَواهـر ُ قايضت ْ أوطاننـاوتـَرَبـَّعت َ مـِن فوقنـا تيجـانا
يتحدثون عن الكرامة ِ بعـدما
مـَسـَحوا غـُبار َ نِعالهم بـِلِحانا
فالحاكم ُ العربي ُّ قَـوَّاد ٌ هنـاك َ
وبيننـا يـَتـَمثــَّـل ُ الرحمـانـا
والحاكم ُ العربي ُّ سمـسـار ٌ يُقد ِّمنا
إلـى حاخـامهم قـُربانـا
لـو كان مـِثلـُك َ في العروبـة ِ قادة ٌ ما دنـَّـس َ الأوباش ُ طـُهر َ ذ ُرانـا
الكـل ُّ تاجر َ بالقضيـة ِ فاغتنــى والشــعب ُ كان لوحــده ِ الخـَسْـرانـا
كي يَـخلـُُـدوا في حـُكـْـم ِ هاتيك َ المـزارع ِ أصبحوا لِعـَدونا الأعوانـا
مَـن ْ باع َ أولى القِـبلتين ِ وخاننــا
هـل يـَنـْتـَخي لـِيُحرِّر َ الأوطانـا ؟
إني لأسأ ل ُ : أي ُّ جيـش ٍ مِـن جيوش ِ المـُلْهمين َ لأرضـه ِ قد صانـا ؟
هـذي جيوش ٌ مـا أتت ْ إلآ لتقمـَـع َ شـعبَها وتـُرَسـِّـخ َ الأدرانا
ونضالـُها قتـْل ُ الشعوب ِ فكلـما ذبَحَــت ْ بريئـا ً ألـْبـِـسَـت ْ نيشـانا
***
قــَرْن ٌ مضى من نكبة ٍ لهزيمــة ٍ
وجيوشــُـهم تـَتـَصَيَّـد ُ الفِئرانـا
قـرن ٌ مضى والعاهرات ُ تسوسُــنا
وتـَسوقـُنا في حَقـْلها قـُطْعانـا
حتى إذا عَرَّيْتـَــهم وفضحتـَــهم
زادوا علـى طـُغيانِهم طـُغيانـا
فـَتـَعرَّت ِ الحِمْـلان ُ فوق َ عروشِها
وتـَصَنـَّموا بعروشـِـهم حِـملانـا
هــم عِـلـَّـة ُ الأوطان عَـز َّ عِلاجها وتـَمـَـددوا في جـِسـْـمنا سَـرَطانا
إني أرى ؟ بطـشـا ً وأفواهـا ً مـُكَمـَّمـَـة ً وشعبا ً خانعـا ً ومـُـدانـا
ها إنهـم ملأوا الجروح َ بِقـَيْحِـهم فأتـَيت َ تزرع ُ جرْحـنا ريحـانا
إن ْ تـَـرْج ُ من تلك المقابر ِ نـُصْرَ ة ً أوْلـى بأن ْ تـَسْــتـَنـْهِض َ الأكفـانا
لـو كـان غيـرُك صادقـا ً حَقــَّـا ً لأدَّينـا علـى جـِلبابـه ِ الأركانـا
لكنـَّه في الحرب ِ أضعف ُ من أتان ٍ فـي الهروب ِ يُسـابِق ُ الغزلانـا
يـا أمـة ً رَهَــنت ْ مَصائرهـا
بأيدي المُـفسِـدين َ فأحـْرَزَت ْ خـذلانـا
كـم مجرم ٍ سَـيظل يجثـُـم ُ فوقنــا
ويَسـومُنا فوق الهوان ِ هوانـا ؟
يا أمــة ً بَـلـَغ َ النـِّـفاق ُ بها لأن ْ
تنسـى الإلـه َ وتعْـبُد الســُّـلطانا
ما دامت ِ الأوطان ُ تحكمها الفطائس ُ
سـوف َ نغـدوا كلـُنـا أقـْنـانا
***
أللـه ُ أكبر ُ كيف زلزلت َ العُروش َ فكنـت َ تحـت َ عروشـِـهـم بركـانا
مـا أروع َ النصـر َ الكبير َ لأمـة ٍ كـم عاشـت ِ النكـَسـا ت ِ والخـُسْـرانا
حـتى غـَـدَ ت ْ أُمْـثـُولة ً وحِكـاية ً أحزانـُهـا تتوالـد ُ الأحزانـا
نصْـر ٌ يـَهـل ُّ وقد حـَسِبْنا الإنكِسار طـواه ُ مَـع ْ أحلامنـا وطوانـا
صِـرت َ الصـُـداع َ لِطـُغـْمة ٍ في غـَفلة ٍ رَكبـت ْ ظُهـور َ الناس ِ والأوطـانا
لولاك َ لا نصـر ٌ يـُغازل ُ مُقلتـي
أو بسـمة تتوسـَّـد ُ الأجفانـا
هـذي نواميس ُ الحيـاة ِ فسـوف
تـُؤكـل ُ إن ْ تكن ْ مُستضعَفا ً ومُهانـا
في الغابة ِ الصـَّمـاء ِ تكمن ُ عِبْرة ٌ
فالطير ُ فيهـا تأكـل ُ الديدانـا
وعلى جبين ِ الدهر ِ تسكن ُ حِكْمــة ٌ
شـَـرَف ُ الفتى ألا يموت َ جبانـا
وفـَـضيلة ُ النصر ِ المـُـظفـَّر أنـه
قـد زادنـا بحقوقنـا إيمـانا
***
تمـّـوز ُ يحملنـا إلى شُـرُفاتِـه ِ ويُـقيـم ُ في صحرائنـا بسـتانا
تمـوز ُ بالنصـر ِ العظيم ِ مـُحَـلـِّـق ٌ وقوافـل ُ الأفراح ِ فـوق َ رُبانـا
تمـوز ُ بعــد َ اليوم ِ أنــت َ ربيعُنا ولـَـسوف َ نشطب ُ مِـن ْ غـَـد ٍ نـَيْـسانا
***
يا سـيد َ النصر ِ الجميل ِ تحيَّـة ً
كـل ُّ الشعوب ِ بحبكـم تتفـانى
في الفـِعْل ِ، فعلـُـك َقاطع ٌ، وإذا نطقـْت َ
نـَطقـْت َ مِنْ سِحر ِ البـَيـان ِ بيـانا