2010 أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن أعداء الأمة يريدون أن يستغلوا المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الحريري لتشويه صورة المقاومة. لافتا الى ان "الجميع في لبنان يريد معرفة حقيقة من قتل الرئيس الحريري"، مضيفا ان "قضية اغتيال الحريري لم تبقى قضية عائلة الرئيس الحريري وانما هي قضية وطن وشعب بأكمله لذلك نحن نطالب بإجراء العدالة"، داعيا "كل اللبنانيين للتعاون على هذا الامر لان الجميع قد تضرروا من هذ الاغتيال".
ورأى السيد نصر الله ان "منشأ الجدل كان الجهة التي أنشأت هذه المحكمة من امريكا وبريطانيا والمحققون فيها يكون على صلة بالموساد الاسرائيلي وعمل لجنة التحقيق الدولية قبل ان نصل لمرحلة الادعاء"، سائلا "هل استبعاد كل الفرضيات الممكنة امر مقبول او حتى حصر الامر بفرضية واحدة فقط حتى يومنا هذا"، مضيفا "هل المسار الذي اخذته المحكمة الدولية هو مسار يوصل للعدالة والحقيقية"، معتبرا ان "هذا الاسلوب بالعمل هو الاغتيال الثاني للرئيس الحريري لانه يضيع الحقيقية"، مؤكدا ان "العدالة هو معاقبة من قتل الرئيس الحريري وليس معاقبة من لم يقتله".
واضاف السيد نصر الله "هل سلوك المحكمة والمدعي العام الدولي يوصل الى الحقيقية"، داعيا "للتحقيق مع شهود الزور ومن يقف ورائهم"، متسائلا "اليس العدالة ان نحقق مع شهود الزور لمعرفة من ضلل التحقيق الذي بني عليه كل ما بني"، داعيا "لمعاقبة من صنع شهود الزور او بالحد الادنى طردهم من صفوف بعض الجهات السياسية".
وفيما قال السيد نصر الله إن "البعض سيتكلم في الغد ان السيد يوتر البلد"، سائلا "هل من يقول الحقيقة يوتر البلد"، مضيفا "نحن لا نطلب اجوبة على هذه الاسئلة لاني اعرف الاجوبة وانما فقط لكي تتسائل الناس ولكي القي الحجة على الآخرين".
ورفض السيد نصر الله ان "يطلب احد منه ان يجلس معه لاتهام عناصر من حزب الله ومن ثم يبحث معه عن مخرج او عن تسوية لهذا الموضوع"، مؤيدا "طرح موضوع المحكمة لبحثها في مجلس الوزراء وعلى طاولة الحوار او تشكيل لجنة لبنانية للجلوس او التحقيق مع شهود الزور"، لافتا الى "تقاطع المعلومات التي تتداول في البلد مع معلومات لدى الحزب ان القرار الظني الذي سيصدر لاتهام عناصر من الحزب بهدف تشويه صورة حزب الله والمقاومة".
من جهة ثانية شدد السيد نصر الله على ان "شهداء المقاومة وعائلاتهم كانوا على مدى 30 عاما من اهم عناوين هذا الوطن والامة"، لافتا الى ان "هؤلاء الشهداء هم الذي صنعوا تاريخ هذا الوطن وتاريخ ومجد هذه الامة"، واضاف ان "هؤلاء الشهداء كانوا اغلى ما عندنا فنحن كحركة مقاومة قدمنا اغلى ما عندنا"، مؤكدا ان "المقاومة التي قدمنا أغلى ما عندنا لاجلها هي اغلى ما عندنا ولن نسمح لاي كان في هذا العالم ان يمس شيئا من كرامتها".
واشار السيد نصر الله الى ان "المقاومة اسقطت كل المشاريع التي حيكت للبنان والمنطقة منذ 1982 الى يومنا هذا مرورا بالانتصار في العام 2000 وهزيمة العدو في 2006 الذي اسقط مشروع الشرق الاوسط الجديد وما سخر له من امكانات على صعيد المنطقة والعالم وتقاطعت فيه قوى دولية واقليمية ومحلية "، وتابع ان "هذه المقاومة هي التي اسقطت هذه المشاريع بدماء الشهداء الذكية وآلالام الجرحى وتضحيات المجاهدين والشعب الصامد".
واكد السيد نصر الله ان "مجاهدي المقاومة الاسلامية وشهدائها الذي قضوا في حرب تموز 2006 اثبتوا ان العدو الاسرائيلي اوهن من "بيت العنكبوت"، واشار السيد نصر الله الى ان "العدو كان يسعى خلال عدوان تموز ان يحتل منطقة بنت جبيل في جنوب لبنان والوصول الى مكان اقامة احتفال النصر في 25 ايار من العام 2000 ليقول للمستوطنين الصهاينة ان الكيان الصهيوني من فولاذ".
وقال السيد نصر الله إن "من خلال صمودها وانتصاراتها حجزت المقاومة لنفسها مكانا متقدما لنفسها في لبنان والعالم مكانة سياسية ومعنوية كبيرة"، مشيرا الى انه "إذا كان للبنان مكانة في العالم واذا كان احد يزور لبنان والمسؤولين اللبنانيين يزورون العالم فإنه بفضل ارادة المقاومة الموجودة في لبنان"، لافتا الى ان "مشكلتهم مع حزب الله انه يرفض اي يأتي احد ويفرض عليه ارادته بما يحقق مصالح العدو".
واكد السيد نصر الله ان "العدو والعالم جاء الى لبنان ليسحقوا صورة المقاومة فسحقت جبروتهم"، وتوقع ان "الحرب على المقاومة ستستمر"، مشيرا الى "الأمريكيين يسلمون ان مشروعهم في لبنان فشل وقد لجأوا الى تشويه صورة المقاومة وصورة الحزب"، مؤكدا ان "نتيجة ذلك كان الفشل لان مشروع المقاومة في تصاعد في المنطقة ورموز المقاومة تزداد شعبيتهم بين الناس مما يعني ان مشروع المقاومة يتقدم".
كلام السيد نصر الله جاء خلال احتفال اقيم اليوم الاحد تكريما لأبناء الشهداء الذين وصلوا الى سن الاعتماد على النفس. وقد اطلق على الحفل اسم "الشهيد احمد جربير" الذي قضى شهيدا في مثل هذا اليوم(25 تموز 2006) خلال العدوان الصهيوني على لبنان في مواجهات عيناتا البطولية في جنوب لبنان.
من جهة ثانية استقبل السيد نصر الله يوم امس السبت وزير الداخلية والبلديات زياد بارود بحضور مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا حيث جرى خلال اللقاء بحث للاوضاع السياسية والداخلية في لبنان وخصوصا ما يرتبط بالتطورات الاخيرة. وكذلك استقبل سماحته ايضا رئيسَ تيار التوحيد الوزير السابق وئام وهَّاب بحضورِ عضوِ المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي. وجرى خلالَ اللقاءِ بحثُ الملفاتِ الراهنةِ على الساحة اللبنانية.