لا يمكن لمن يخوض في شخصية رئيس مجلس النواب نبيه بري الا ان يتوقف مشدوهاً ومنبهراً امام تلك الشخصية الفريدة.
دولة رئيس المجلس رجل الدولة والمقاوم والجنوبي ومزارع التبغ او "الاستاذ نبيه" كما يحلو للجنوبيين تسميته او "حامل الامانة من صاحب الامانة" كما يحب هو نفسه تسميته.
اســتــوقــف احــــدى شخصيات 14 آذار الحاضرة احتفال الذكرى 03 الـ لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه في النبطية الاحد الماضي صــورة كبيرة للرئيس بــري كتب عليها "يا ويلنا من بعدك يا دولة الــرئــيــس"، واخــــرى كــتــب عليها "يا ويل الوطن من بعدك يا دولة الرئيس".
ابتسمت تلك الشخصية وهزت رأســهــا اعــجــابــا بــدولــة الــرئــيــس وبمحبيه الــذي اتــوا بمئات الآلاف لتجديد البيعة لصاحب الامانة ولحاملها. وهمست في اذن احد النواب "الحركيين" يا "ليت عندنا شخصية مثل دولة الرئيس" حتى "نعمل اللي ما انعمل". ابتسم الــنــائــب الــحــركــي بــــدوره وأكــمــلا الاحتفال سوية.
وكان لافتاً المحطات المفصلية والاساسية في خطاب بري واعادة تأكيده على مسلمات وثوابت راسخة اصلا ولمرة أخيرة فقط. فالمقاومة كــانــت ولا تـــزال وستبقى حاجة وضرورة لبنانية لأننا إزاﺀ إسرائيل التي جعلت من لبنان على الدوام حقل رماية بالذخيرة. كما اقترح إنشاﺀ "لجنة بين الجيش والمقاومة لمتابعة الأمور الميدانية وتنسيق الــخــطــوات، بــمــا يحفظ الــســيــادة ويؤمن تحرير الأرض والحقوق سواﺀ بالدبلوماسية أو بالمقاومة تماماً".
وفي حين لم يحد بري عن هدوئه المعهود فــي خطاباته فهي لم تخل من الحذر وتوجيه الرسائل الـــى مــن يعنيهم الامــــر وبلغة واضحة وصريحة وجازمة وحازمة.
وكانت اشارته الى "الأمــوال التي تدفع ذات اليمين وذات الشمال، وحركة الأسلحة والعتاد الحربي التي تتدفق على شــوارع وأحياﺀ الشمال".
كما كــان تأكيد ان "لا أحــد، لا طائفة ولا مذهب ولا فئة يمكنها احــتــكــار أي بقعة جغرافية في لبنان"، كذلك "لا أحد يمكنه احتكار الحدود أو مسألة الحرب أو السلم أو المقاومة، أو احتكار العاصمة أو أي مدينة وتطويبها وجعلها منزوعة من المواطنين الذين لا ينتمون إلى الأكثرية فيها".
وتؤكد مصادر عين التينة ان الرئيس بري كان وسيبقى دائما متفائلاً لكن التفاؤل كان مترافقا دائــمــا بالحذر والــخــوف. وتفسر الــحــذر الــذي شــاب خطابه الاحــد الماضي الــى ان خــيــارات القوى السياسية بدأت تتضاﺀل وتتقلص الواحدة تلو الاخرى بعدما سلكت الامـــور مــســار الــحــل وعــبــور ضفة الامان ولم يتبق امامنا الا 10 امتار لبلوغ خط النهاية لاتفاق الدوحة.
والمطلوب هنا هو ان نستجمع قوانا ونزيد من سرعتنا لانجاز الحل".
وتشير المصادر الــى ان حذر بري ناتج من أمرين: الاول ناجم عن التهديدات الاسرائيلية المباشرة من ناحية ومن ناحية اخرى امكانية تسربها بالمباشر وغير المباشر عبر الارهاب وزعزعة الوحدة الوطنية.
والثاني بما له من ابعاد اقليمية نــاتــجــة مـــن الــتــشــنــج الاقــلــيــمــي بين الـــدول الــتــي تــؤيــد بعضها انجاز الحل اللبناني والاخــر الذي يعارضه.
وعــن الانتقادات التي وجهت للخطاب من بعض قوى 14 آذار تشير الى انها "تصدر عن بعض المتضررين من الــوحــدة وانجاز الحل".