نشرت صحيفة «القدس العربي» مقالا للصحافية وفاء اسماعيل تحت عنوان ( ماذا لو كان نصر الله سنيا ً؟ ) وقالت : سؤال اطرحه علي الأبواق التي وجدت فيما حدث بلبنان فرصة لشحذ الهمم لقتال حزب الله .
و كتبت الصحافية وفاء اسماعيل تقول : ( ماذا لو كان نصر الله سنيا ً؟ ) .. سؤال اطرحه علي الأبواق التي وجدت فيما حدث بلبنان فرصة لشحذ الهمم لقتال حزب الله و هم اعجز الناس عن محاربة العدو الحقيقي للأمة الذي احتل أراضيهم ، و أباد أطفالهم و رجالهم و انتهك أعراض نسائهم ، و سنوا سكاكينهم ليذبحوا السيد حسن نصر الله ، متهمين المقاومة اللبنانية البطلة بالانقلاب علي السلطة الشرعية !! ..
و اضافت وفاء اسماعيل : أسألكم اذا كانت كرامة العرب تأبي دعم إيران لحزب الله ، فلماذا لم يدعمه العرب الأشاوس في قتاله و نضاله ضد العدو بدلا من تركه يتلقي الدعم من إيران؟ .
و تابعت اسماعيل القول : بالله عليكم ألا تخجلون ؟!!! .. رجل يضحي بابنه و رجاله من اجل الدفاع عن امة تخلي عنها رجالها و جيوشها و حكامها ليتفرغوا لجمع أموالهم و التمتع بمباهج الحياة .. يسكنون القصور و شعوبهم امتلأت بهم القبور و فضائحهم في ماربيلا و كل المنتجعات الأوروبية ، و منتجع شرم الشيخ في أحضان اليهود خير شاهد علي جرمهم ، و منتجعات السكر و العربدة والفجور التي تعج بهم صيفا و شتاء في الوقت الذي تسفك فيه الدماء علي كل ارض عربية .. رجل كهذا عربي الأصل و الهوية ، مسلم موحد بربه ، اعترف له العدو قبل الصديق انه صادق في كلامه و وعوده لامته تتكالبون عليه و تشككون في عروبته و تنزعون عنه صفة الإسلام لمجرد انه شيعي؟؟ .. و هل لبنان خلقت لمذهب أو طائفة واحدة ام ان ارض لبنان ملك لكل أبنائها ايا كانت مذاهبهم أو انتماءاتهم ؟ و هل تعتقدون ان الحريري والسنيورة أو اي من حكام العرب الذين يحذرون من التمدد الشيعي ينتمون اصلا للسنة أو احرص الناس علي دماء السنة ؟ .
و تساءلت وفاء اسماعيل : ان كانوا كما يدعون .. فلماذا تآمروا علي العراق بسنته و شيعته ؟ و لماذا يتآمرون الآن علي حماس و كل حملة السلاح من اهل السنة ؟ و هل الشيعة العرب غرباء عن أوطاننا ؟ أ ليسوا عربا منا و شركاء لنا في الأرض و الدين؟ تحاسبونه علي أفعال العلقمي و تتهمونه بالخيانة ... فماذا عن أفعال الحكام العرب المعتدلين أنصار كونداليزا رايس و بوش واولمرت .. ألم تتفوق تلك الأفعال علي ما قام به ابن العلقمي.. أو ليست خيانة للامة؟ .
و اضافت : ماذا عن افعال سعد الحريري و جنبلاط و جعجع و السنيورة .. أليست خيانة؟ .. ثم ما هي الشرعية بنظركم التي تتهمون نصرالله انه انقلب عليها ؟ .. هل الشرعية هي الفساد و نهب الأموال و بيع الأوطان؟ .
و تابعت تقول : دلوني علي نظام عربي واحد له صفة الشرعية و لم يكن فاسدا و عميلا و خائنا ؟ .. دلوني يا عرب يا من نصبتم أنفسكم آلهة تحاسب الناس علي نواياها و مذاهبها تشق صدور الناس و تعلم ما خُفي من النوايا و توزعون صكوك غفرانكم علي كل من ترضون عنه .. أيهما أفضل عند الله : من يقاتل عدو الله أم من يصافحه و يستقبله علي أرضه استقبال الأبطال؟ من يعدّ للعدو ما استطاع من قوة (كحزب الله وحماس والجهاد) ام من يسعي لنزع هذا السلاح حماية لأمن إسرائيل؟ .. من هو الأفضل عند الله من يدعم العدو في مشاريعه ويساند العدو المحتل في هتك عرض بنات الامة ونسائها وتدمير الأوطان من اجل السلطة والمال ام من يزهد السلطة والمال ويقول (انا مابدي لا سلطة ولا مال.. بدي تحلوا عنا)؟ .
و رأت وفاء اسماعيل انه : لا لوم علي امريكا ولا الصهاينة حينما يلعبون علي وتر الطائفية و المذهبية لإشعال نار الفتن بين العرب والمسلمين .. بل اللوم كل اللوم علي من سمح لهما بذلك لأنهما أدركا نفوسنا الضعيفة وإيماننا الأضعف .. ندعي الاسلام ونجهل أسسه و قواعده و ثوابته و أصوله .. و لم نكن يوما كما امرنا الله و رسوله اخوة في الدين .. لأننا مزقنا هذا الدين إلي طوائف و مذاهب كلا يدعي انه الأفضل و الأقوي إيمانا و الأقرب إلي الله متناسين ان الله وحده هو من له القدرة علي قياس ايماننا به و برسله وملائكته واليوم الاخر و متجاهلين الإرث البغيض الذي ورثته الامة من علماء أعطوا لأنفسهم الحق في تكفير الآخرين سواء من السنة والشيعة مستغلين جهل الشعوب بدينها و بأهم ثوابت الإسلام ألا و هو اننا جميعا ندين لله و نسلم له وجوهنا .
و مضت وفاء اسماعيل تقول : نلوم إيران علي تقدمها علي العرب و امتلاكها "لسلاحها" النووي الذي دفع اوروبا و امريكا إلي التحاور معها حول مستقبل العراق (و تجاهل العرب) وعرض مزيد من المكاسب حتي تتخلي عن برنامجها وهي تتمنع وترفض بينما نحن لا نملك حتي مجرد التفكير في منع أو رفض اي أوامر أمريكية ولا حتي صهيونية !!! .
و تساءلت ثانية : اذن فيمن الخلل؟ في إيران أم فينا نحن العرب؟ ، وقالت : لو كان العرب احتضنوا حزب الله و قاموا بدعمه ونصرته علي العدو المشترك بيننا و بينه لكنت انا اول من طالبه بعدم تلقي الدعم من إيران و لا غيرها ، لكن الكل يعلم ان العرب خذلوا حزب الله وخذلوا حماس وكل الفصائل التي تقاوم اسرائيل وليس هذا فحسب ؛ بل انحازوا إلي جانب العدو ضد شعوبهم و مقاومتهم المشروعة . و عن اتهام حزب الله بانه ميليشيا عسكرية خارج اطار الجيش الوطني اللبناني ، قالت وفاء اسماعيل : اسالكم ماذا فعلت كل الجيوش الوطنية الشرعية النظامية في عالمنا العربي؟ هل حررت شبرا واحدا من اراضينا المحتلة؟ و اكدت ان حسن نصر الله ورجاله أبطال خرجوا من رحم الأمة العربية ، و عرب مسلمين رغم انف الجميع ، و لم تكن حربه مع إسرائيل مجرد (شو) كما يدعي بعض الكتاب المشككين الذين لا يجرؤون علي رفع أقلامهم ولا أصواتهم في وجه حكام فاسدين لا تخلوا كؤوسهم من الخمر و لا عقولهم من التآمر علي شعوب الأمة .
و شددت علي ان حسن نصرالله وكل مقاوم علي اي ارض عربية هو عربي مسلم فهم الإسلام والجهاد علي حقيقته وعرف الطريق إلي الله الذي ضله حكامنا و زعمائنا و ملوكنا ، و الذي انحرفنا عنه إلي طريق الجهل و الغباء .
و وصفت حسن نصرالله و كل مقاوم بأنه تاج علي رؤوس العرب و المسلمين و تساءلت : هل فكرتم يوما ان تحلوا محل إيران في دعمها له ؟ و هل فكرتم في احتضانه و انتزاعه من احضان إيران ؟ ام انكم اكتفيتم بالنقد و التجريح والتشكيك في النوايا و الدين؟ .
و اختتمت وفاء اسماعيل قائلة : اخجلوا من أنفسكم و من تخاذلكم و إعاقتكم وعجزكم يا أشباه الرجال واعترفوا بإعاقتكم وهزيمتكم اولا ثم حاسبونا لماذا ندعم حزب الله؟! .