بسمه تعالى:
"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم "(صدق الله العظيم)
انطلق الحوار الوطني بمبادرة من الاخ رئيس الحركة دولةالرئيس نبيه بري في الثاني من اذار العام 2006على اثر انقسام سياسي لم يشهده لبنان من قبل و شكل تهديدا فعليا للكيان و المؤسسات ووحدة اللبنانيين .
وبدا المشهد قاتما وقد امسكت رياح العواصف الخارجية المتعاكسة باشرعة الوطن في بحر متلاطم الامواج .
وعلى عكس كل التوقعات و النصائح اصر الاخ دولة الرئيس على مبادرته و انعقدت الجلسة الاولى في البرلمان اللبناني بكامل اعضاء طاولة الحوار الوطني.
وجاءت خطوة الحوار لتبت ان لا عداوة بين اللبنانيين ، و لتبدأ أول خطوة في مسيرة المصالحة الوطنية التي لا طالما افتقدها لبنان بالرغم من التسويات السياسية الحاصلة مع كل اختلال .
وبعد اتفاق الدوحة في ايار من العام 2008 و على اثر انتخاب رئيسا للجمهورية استكمل الحوار الوطني في القصر الجمهوري برئاسة فخامة رئيس البلاد ليتناول البند المتبقي من جدول اعمال الحوار و المتمثل بالاستراتجية الدفاعية الوطنية للدفاع عن لبنان .
وفي جلسة الخامس عشر من نيسان 2010 التي انعقدت في القصر الجمهوري تقدم الاخ دولة الرئيس نبيه بري بمطالعته الشاملة ،ورؤيته للصراع العربي الاسرائيلي و سبل تحرير لبنان والدفاع عنه في نص حاز على اعجاب وتقدير معظم اعضاء الحوار مما دفع البعض للمطالبة بالتبني الكامل من جانب هيئة الحوار الوطني.
وللمناسبة ينشر المكتب الاعلامي المركزي للحركة نص الاستراتيجية الدفاعية كوثيقة تؤرخ وتحفظ الوقائع و التطلعات المستقبلية لبناء وانقاذ الدولة من الاحتلال الاسرائيلي والدفاع عنها وتثبت المصالحة بين اللبنانيين.
لماذا الاستراتيجية الدفاعية؟
لماذا الاستراتيجية الدفاعية؟ ولماذا المقاومة؟ أعتقد ان الامر يتعلق بهدفين حتى لا نتوسع بالشرح ونضع أطروحات نظرية وجامعية، هناك هدفين : الهدف الاول هو تحرير لبنان أرضاً ومياهاً وحقوقاً، هذا الهدف الاول، الهدف الثاني بعد التحرير هو منع الإعتداءات مستقبلاً، لدفع خطرين : خطر عسكري وخطر أطماع، هذا الأساس لأية استراتيجية دفاعية ولأي عمل للمقاومة.
سأبدأ بكلامك فخامة الرئيس في إفتتاح الحوار رقم 2 ـ أنت قلت بهذا الحوار، الاستراتيجية عنوان شامل يبحث عن خيارات ومخططات طويلة الاجل ويتناول موارد الدولة على إختلافها بغية تحقيق الأهداف المرسومة، هذا الكلام ورد في بداية الحوار رقم 2، وقلت أيضاً في الصفحة 4 : إنني على ثقة تامة بأن بإستطاعتنا وضع إستراتيجية تحمي لبنان تستند الى قواتنا المسلحة وتستفيد من طاقات المقاومة وقدراتها. بعد هذا الامر، أنا شخصياً أريد أن أبدأ بالخطر العسكري وأتحدث عنه، الخطر العسكري ولنتكلم بصراحة الكثير منا على هذه الطاولة وخارج الطاولة، ولا أحد يأخذ كلامي للتمييز او الإنتقاد، لا، هي محاولة لكي نصل الى فكرة واحدة حول هذا الموضوع. هناك ناس كثيرون يعتبرون ان المقاومة هي سبب التهديدات الاسرائيلية ، لا بل سبب الإعتداءات الإسرائيلية.
انا اريد ان اتكلم بمسألة تاريخية، واعتبروني اني لست رئيس مجلس، إعتبروني واحد من أبناء الجنوب كان مقيماً في الجنوب، وأعتقد بأن عمري كان من سنة 48 وقبل الـ48، يعني انه يتسنى لي أن أتكلم بقليل من التفصيل عن كل الذي حصل. سأكتفي بإيراد عيّنة من الإرتكابات الإسرائيلية بحق لبنان خلال العقود الماضية :
في العام 1923 أُعيد ترسيم الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية بتواطؤ من سلطتيّ الإنتداب الفرنسي والإنكليزي مع الحركة الصهيونية فتم ضم أكثر من 20 قرية لبنانية من بينها القرى السبع الى فلسطين، القرى السبع هم الذين تجنسوا فخامة الرئيس والتي من بينهم المالكية، والذي من بينهم استشهد محمد زغيب الضابط اللبناني، والتي سمّيت الثكنة بإسمه، والذي من بينهم شهداء كثيرون سقطوا وهم يدافعون عن المالكية وصلحة وهونين، وعن، وعن...، هذه القرى سُرقت من الاراضي اللبنانية، وفي العام 48 إجتاحت العصابات اليهودية تلك القرى وارتكبت مجزرة بحق أهالي بلدة صلحا اللبنانية نتج عنها مقتل 100 مواطن من أبنائها، انا اعود الى هذا التاريخ لكي اقول انه يومها لم يكن هناك لا مقاومة لبنانية ولا فلسطينية ولا حركة امل ولا حزب قومي ولا حزب الله، ولا احد ابداً.
ثانياً، دخول مجموعة اسرائيلية الى قصر احمد الأسعد في الطيبة وتدميره عام 1948 حينها قتل فارس الأسعد ومعه مواطن من بلدة رب ثلاثين، على أثر تلك الحادثة شهدت البلدات المحاذية لفلسطين، مثل عديسة، مركبا، الطيبة ... إلخ تهجيراً واسعاً.
ثالثاً، مجزرة حولا في تشرين الثاني عام 1948، أقدمت القوات الاسرائيلية على اقتحام البلدة واعتقال 87 شاباً من أبنائها، حيث عمدت الى جمعهم في أحد المنازل وتفجيره مما ادى الى استشهادهم جميعاً، وذكرى حولا ستقام بخلال الايام المقبلة.
رابعاً، بعد حرب حزيران 1967، قضمت الدولة العبرية آلاف الدونمات من بلدات عديسة، مركبا، حولا، عيترون وما تبقى من بلدة هونين، كما طردت الجيش اللبناني من مركز العبّاد الحدودي ليصبح نقطة متقدمة للجيش الاسرائيلي.
خامساً، عام 1968، أنا أقول المسائل المهمة ولكني لم أقف عند الحوادث اليومية والاعتداءات اليومية التي كانت تحصل. عام 1968 أقدمت قوة من الكومندوس الاسرائيلي على تفجير 13 طائرة مدنية تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط على أرض مطار بيروت بحجة أن فلسطينيين غادرا لبنان عبره وأقدما بعدها على خطف طائرة على متنها ركاب اسرائيليين.
سادساً، إجتياح منطقة العرقوب عام 1970 ، في هذه الأثناء فخامة الرئيس كان يبدأ شيئاً فشيئاً كل سنة سنتين يأخذون 3 ـ 4 مزارع من مزارعنا الـ14 التي هي مزارع شبعا، كل سنتين، ثلاثة، يأخذون قليلاً الى ان توصلوا في الآخر، وهذا من غرائب الصدف التي ربما لا يعرفوها أكثر اللبنانيين حين كنا نوقّع نحن اتفاق الطائف عام 89 كانوا هم يحتلون آخر مزرعة من مزارع شبعا، وتقدم الرئيس رشيد كرامي رحمه الله بشكوى الى الامم المتحدة، وكان قد تقدم بشكوى من قبل بالنسبة لهذا الموضوع، وهذا الموضوع على كل حال، اختصاراً للوقت لا اريد ان أفصله، حيث كنت قد قرأته بشكل مفصل أثناء الحوار في المجلس النيابي.
سابعاً، توغل القوات الاسرائيلية داخل الجنوب والوصول الى بلدة جويا عام 1972، إرتكبت حينها مجزرة بحق سيارة مدنية ذهب ضحيتها عائلة كاملة، حيث طلعت الدبابة الاسرائيلية على السيارة وسحقتهم كلهم.
ثامناً، إجتياح العام 1978، هذه اول عملية ظاهرة، عملية الليطاني، الغريب في الامر وهذا الموضوع الذي جعلني أتكلم اليوم.
فخامة الرئيس، عام 1978 أخذ الاسرائيليون حجة وجود المقاومة الفلسطينية في الجنوب، ولكن العملية تمت تحت عنوان عملية الليطاني، ماهي العلاقة لليطاني بمقاومة السيد ياسر عرفات آنذاك ؟ سنصل إليها ونرى انه لاتزال الحجة هي ذاتها. وصلت القوات الاسرائيلية على مداخل صور وبعد إنسحابها على أثر وصول قوات الطوارىء الدولية أقدمت على إقامة ما عرف بالشريط الحدودي.
تاسعاً، إجتياح العام 1982، القرار 425 ليس قرار لبناني ولا قرار عربي، هذا قرار اعدته الولايات المتحدة الاميركية ووافقنا عليه كلنا وكان الاستاذ غسان تويني سفيرنا في مجلس الامن واتخذ بالإجماع ووصلت طلائع قوات اليونيفل في 23 ـ 24 آذار 1978 الى لبنان، وإذ نحن ننتظر 4 سنوات فرج الله والفتح لأن يطبقوه الاسرائيليون وينسحبون الى الحدود الدولية المعترف بها، شارون آنذاك يمكن أضاع البوصلة فاعتبر أن الشمال هو الجنوب، والجنوب هو الشمال وأكمل الى بيروت ولم ينسحب منها الاّ تحت ضربات المقاومة.
سنكتفي بهذا القدر ولا نتطرق الى مئات الارتكابات الاسرائيلية في الدخول الى القرى وتصفية مناضلين ومجاهدين من أبنائها، مثل أبناء شرف الدين في الطيبة، وابو علي حلاوي في كفركلا، وتدمير بلدة كفرشوبا، ونسف جامع بلدة العباسية على رؤوس المواطنين والمصلين الأبرياء وغيرهم. لقد حدثت معظم الاعتداءات السيد الرئيس، والجرائم الاسرائيلية في ظل اتفاقية الهدنة وتحت نظر الدول الكبرى.
هذه الوقائع تثبت ان العدوانية الاسرائيلية سابقة على وجود المقاومات بما فيها المقاومة الفلسطينية. الدولة الثكنة المشادة على أرض فلسطين ينتظم تفكيرها وفق معايير القوة ولا تعير النوايا الحسنة أهمية او تردعها الاتفاقات الدولية. كانت اسرائيل قبل عصر المقاومة تتعاطى مع لبنان كأضعف حلقة في منظومة الدفاع العربية وخير شاهد على ذلك رواية موشي دايان الشهيرة حين قال في سنة 67 بأن لبنان كان على عينه السوداء. يعني وكأنه غير موجود، وبالتالي إعتمدنا ان قوة لبنان بضعفه وإتكلنا على ضمانات الدول العظمى لاستقلال لبنان وسيادته.
إخواننا الكرام، بما ان المقاومة اللبنانية أثبتت جدواها في حقبة التحرير قبل العام 2000، وفيما بعد قدرتها على التصدي للعدوان في صيف 2006، ونجحت ببناء قوة ردعية نسبية في وجه إسرائيل كفيلة على الاقل من منعها من استباحة الارض اللبنانية ساعة تشاء، نعتقد ان الحاجة إليها غير مرتبطة بزوال الاحتلال او بقائه بل بإستمرارية الصراع بما يضمن ان نزع سلاح المقاومة الا تعود اسرائيل الى سابق عهدها وتمارس الاعتداءات والاجتياحات والانقضاض، قد يقول قائل ما هي وظيفة الجيش اللبناني ؟ أليس حرياً به ان يتكفل برد عدوان ؟ من دون التشويه بقدرته وبسالته؟ نعم، هو الآن بكل صراحة غير قادر على مواجهة جيش متطور يمتلك إمكانيات هائلة مثل الجيش الاسرائيلي وحتى لو تم تجهيزه بأنواع من الاسلحة الحديثة فليس من السهل ردم الاجواء التسليحية مع العدو.
اكتفي بهذا القدر لأنني سآتي على ذكر الاقتراح بما يتعلق، برأيي على الأقل، كيف يمكن ان نعمل.
الخلاصة من هذا الكلام اريد ان اثبت ان المقاومة كانت بسبب الاحتلال، الاحتلال هو الذي سبّب وجود مقاومة، وليس الاحتلال بسبب المقاومة وسنأتي على ذلك في الأسباب الحقيقية لهذا الموضوع. هذا بالنسبة للخطر العسكري.
الخطر الافظع، لن اتكلم عن الارض، وماتزال سليبة، لأنه كما حكى في المرة الماضية الاستاذ اسعد حردان نحن نحكي بالإستراتيجية الدفاعية وكأنّ لبنان محرر وفيه مقاومة ولماذا لاتزال بهذا الشكل، نسينا انه لاتزال لنا ارض، سواء مزارع شبعا او ما عددته الآن، او تلال كفرشوبا، لا اريد ان اتكلم عن الارض، هذا لاحقين عليه. إذاً، لن اتكلم عن الارض وماتزال سليبة بل عن امرين اساسيين يدخلان في الاستراتيجية الدفاعية الوطنية، بل والحياتية : المياه اولاً، والنفط ثانياً.
فخامة الرئيس، يشهد الاقتصاد الوطني منذ اتفاق القاهرة وعلى أثر عملية إعادة البناء، ومحو اثار الحرب الاهلية والحروب الاسرائيلية على لبنان وتطوير البنية التحتية اختلالات بنيوية تتمثل بعجز تصاعدي ومديونية عامة هائلة بلغت بحدود 50 ـ 51 مليار دولار، لذا انطلاقاً من هذا، وتحسساً لحجم الازمة واعباؤها على الاجيال القادمة ان اضع بين ايديكم بعض الحقائق ولم اخرج عن الموضوع، مازلت في موضوع الاستراتيجية الدفاعية التي يختزنها وطننا، والتي يقر بها خبراء مشهود لهم بقطاع الطاقة والنفط، والتي لو احسنا التعامل معها لشكلت خطوة استراتيجية على مسار تكبير الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل كبيرة ومعالجة الاختلالات البنيوية وأمّنت للبنان في فترة وجيزة شبكة أمان اقتصادية لجهة سداد الدين العام والحدّ من الهدر وترشيد الانفاق لقطاع يستلزم مليارات الدولارات من الخزينة، عنيت قطاع الطاقة، اعتقد حوالي مليار ونصف دولار في السنة، ونحن في لبنان اجد لزاماً علينا ان نضع استراتيجية وطنية لاستكمال ما بدأ بإستكشاف للمياه الاقليمية منذ عقدين كان آخرها المسح الثلاثي الأبعاد والذي أكد ما سبقه المسح الثنائي الأبعاد لا بل رفع منسوب التفاؤل ثلاث أضعاف التقديرات الاولية، لماذا الكلام الآن فخامة الرئيس؟ انا طبعاً هذه المستندات التي أتكلم عنها ستوزع الآن، وكل ملف بإسم أحد الزملاء الكرام وعلى رأسهم فخامتك، إنما أحببت ان اقول شيء، الشركات الموثوق بها، جرى كلام وانا افتتح مياه عين الزرقا في البقاع الغربي منذ فترة، صار لي 7 ـ 8 سنين أتكلم عن موضوع النفط، الى ان إكتشفنا ان اسرائيل إكتشفت في حيفا، كلام كبير كثير، 25 مليار قدم مكعب انا لا أفهم بهذه اللغة كثيراً، واننا نحن وعلى مدى 25 سنة لا نكون بحاجة لطاقة بهذا الامر اذاً، انا قلت هذا الكلام وسجّل يومها بحكومة الرئيس السنيورة، ولآول مرة أتفق انا وإياه على موضوع اقتصادي، يقول صحيح هذا الكلام بأن هناك شيء من هذا الموضوع، والشركة النروجية تعدّ قانون للحكومة.
فخامة الرئيس، بعدها حصل تطور، الثلاثي الأبعاد أدى، صدق او لا تصدق، 308 مليون برميل من النفط، 220 تريليون قدم مكعب غاز موجود مقابل اسرائيل في جنوب لبنان، عدا عن المناطق الاخرى، هذه التقديرات ربما تكون مبالغ بها، ولكن ما جعلني اتكلم بهذا الامر في اجتماع حصل في البحرين، هذه الشركة عندما تؤمن دراساتها تغري شركات بأن تدخل في مناقصات، معلوماتي الكافية بأنه هناك 3 شركات كبرى أقدمت على شراء هذه الدراسة وهذه الخرائط ذو الثلاثي الأبعاد.
ان الاستراتيجية المتوخاة يجب ان تلحظ الخطوات التالية :
أولاً تأسيس هيئة وطنية عامة للنفط والغاز على غرار بقية الدول المنتجة للنفط، مع الملاحظة ان المديرية العامة للنفط في وزارة الطاقة والمياه عدد موظفيها لا يتجاوز عدد اصابع اليد حالياً.
ثانياً، إقرار قانون التنقيب عن النفط والتعاقد مع الشركات الراعية، وهنا أنوّه بالحكومة انها الآن أحالت هذا الموضوع بعدما تمت ترجمة الى مجلس الوزراء تمهيداً لأن يرسل لنا.
ثالثاً، البدء بإعادة تأهيل مصفاتي الزهراني وطرابلس بطاقة اكبر وإعادة تسويق لبنان لموقعه على المتوسط وقدرة التخزين التي يمتلكها، بالمناسبة الزهراني يشكل اكبر مستودع بالنسبة لهذا الموضوع على المتوسط، الجدير ذكره ان هذه المعلومات موجودة لدى وزارة الطاقة والمياه وقد ابدى العديد من شركات التنقيب العالمية ذات السمعة الجيدة في هذا المضمار إهتماماً بالغاً بالاكتشافات الاولية في لبنان وأبدت جهوزيتها للإستثمار، الشركات التي قامت بالمسح للمياه الاقليمية اللبنانية منذ عام 1991، انا لا اقول هذا الكلام لكي اقول ماذا يوجد، هذا ليس عملي هنا، انا أريد ان اصل الى حيث أريد الوصول، في العام 1991 قامت شركة اسمها GEOPRACLA بمسح ثلاثي الأبعاد، عام 2003 قامت شركة سبكتريوم البريطانية بتكرار المسح، ثنائي الابعاد، وقامت بتسويق لا بأس به لدى العديد من الشركات العالمية المهتمة بالتنقيب في لبنان، عام 2007 قامت شركة P.G.S بمسح ثلاثي الابعاد لأول مرة في المياه الاقليمية وجاءت النتائج والتقديرات مضاعفة ثلاث مرات عن التقديرات الاولية، ما ذكرته الآن، ابدت الكثير من شركات التنقيب العالمية اهتماماً بالغاً بالاستثمار بالتنقيب في لبنان على اثر هذه النتائج.
وقد سبق ان اعلنت كما قلت في مياه عين الزرقا، وحتى الآن بدأنا ان شاء الله، مع العلم انه لو بدأنا الآن على الاقل بعد 6 ـ او 7 سنين لكي نبدأ بالاستفادة من هذا الامر، لو اننا بدأنا منذ ان بدأنا في العام 1991 لكنا بدأنا بالاستفادة ولما كنا تحت الدين، هذا الامر له علاقة كبيرة بموضوع الاستراتيجية الدفاعية وقدراتنا على ان ندعّم جيشنا، ونقوي جيشنا، ونأتي بالسلاح وغيره.
عود على بدء، وهنا الربط، لا ننسى موضوع المياه والليطاني، ومحاولات لبنان المتكررة منذ الاستقلال لاستغلال مياهنا وتنفيذ مشروع الليطاني، وفي كل مرة كان يؤمّن الاعتماد، حميد فرنجية رحمه الله، هذا الموضوع دافع عنه في الاربعينات في مجلس النواب وتأمن اعتماد 45 مليون ليرة اذ انهم كانوا يومها يكفوا لتنفيذ مشروع الليطاني، فامتدت يد خفية ومنعت هذا الموضوع، كل مرة كان يؤمن الاعتماد ويدرج في الموازنة ثم يضيع. وقد بدأ في الخمسينات في القرن الماضي سيرة تاريخ الاطماع الاسرائيلية والصهيونية في المياه اللبنانية وفي الطاقة الآن، نهر الليطاني يا فخامة الرئيس نهر لبناني مئة بالمئة، من منبعه الى مصبه، اسرائيل استطاعت عبر مؤتمرات دولية عدة، قبل المؤتمرات الصهيونية وبعدها ان تقول بأن المياه ليست سلعة وطنية، المياه هي سلعة عالمية، وبالتالي طالما ان لبنان لا يستفيد من نهر الليطاني او من مياهه هي لها حق ان تمد يدها الى هذا الموضوع، المؤتمر الصهيوني الاول عام 1897 يبيّن ان حدود الدولة من جهة الشمال سيكون نهر الليطاني، من العام 1897. كذلك المؤتمرالصهيوني المنعقد في سويسرا عام 1919 حاول الصهاينة شراء اراضي حول الليطاني، الاّ ان الرئيس اللبناني ألفريد نقاش أصدر قراراً يمنع اليهود من تملك الاراضي حول الليطاني، في نيسان عام 1920 وجّه بن غوريون رسالة الى حزب العمال البريطاني يؤكد ضرورة ان يكون الليطاني من ضمن مصادر المياه مروراً بمشروع جونستون ومشروع سميث، وصولاً للمشروع العربي، العرب بعد كل هذا التاريخ الحافل مثل العادة التفاهم بعد وقوع المشكل، قاموا وعقدوا مؤتمرات، في مؤتمر القمة العربي قرروا في احد المؤتمرات استغلال مياه روافد نهر الاردن، في العام 1964 ـ 1965، وقرارات القمة العربية في كانون الثاني 1964، وانشاء قيادة عربية موحدة بقيادة المشير علي علي عامر، ماذا حصل.\؟ جاءوا الى لبنان وبدأوا بالعمل وبعد 4 ـ 5 ايام طلعت طائرة ضربت ضربتين فهربوا الجماعة، وكانت اسرائيل اعلنت قراراً انها لن تنسحب من لبنان من دون تعهدات بالحصول على حصتها من مياه الليطاني، بعد توقيع اتفاق 17 ايار الوسيط الاميركي موريس درايفير قال ان انسحاب اسرائيل من لبنان يرتبط بضمان حصول اسرائيل على حصة من مياه لبنان. هذه كلها وقائع. وصولاً للوزاني، وهذه حصلت معنا، معي انا شخصياً، عندما باشر مجلس الجنوب بكل صراحة بأمر مني انا ان نستفيد، (الناس تحتاج للمياه) قلت فلنستفد بشيىء من الماء، حقنا اكثر من 40 مليون متر مكعب، الرئيس الحريري رحمه الله قال لي حقنا 50 مليون، جونستون قال حقكم 36 وعندما نأخذ الـ5 يبقى لي 31، الرئيس الحريري رحمه الله قال لي من قال بأني أقبل بـ36 فحقنا 50 مليون، الرئيس الحريري قال لي هذا الكلام فقلت له فلنأخذ الآن.
فخامة الرئيسن المشروع الذي قدمناه لكي نأخذ 7 ملايين متر مكعب، سواء على جونستون او اي شيء 7 مليون، بينما هم اخذوا 21 مليون ولم يقل لهم احد اي كلمة اثناء الاجتياح.
اذاً، حاولنا ان نستفيد من هذا الامر آنذاك لحقوني الى فرنسا، وكان كلام شارون صريح ان هذا acte of war، وبالتالي لو لم نتشدد كقيادة لبنانية بجزء من حصتها هذا لما استطاعت اكمال المشروع على الاطلاق، الآن هناك واحد (اخوت مثل اولاد الجنوب) عايش بالخيال لا يؤمن بقرارات الامم المتحدة، وردت في جريدة النهار، 3 امتار تبعد عن الوزاني، هذا كان في افريقيا جلب اموال وجاء، قام بمشروع يكلف 3 ـ 4 ـ 5 ملايين دولار، شق جبال، وطلعات ونزلات، وبدأ ينشىء منتزهات، ويقوم بإنشاء اوتيل 5 نجوم، لمن؟ الناس تعتقد بأن العالم لا تذهب الى هناك، في الصيف العالم تذهب الى هناك، رحم الله الشيخ رشيّد الخازن كان له قطعة ارض هناك، على بعد منها بقليل اقام هذا الشخص هذا المشروع وهو يشتغل، وصلت الحالة باسرائيل، ماذا عنده هذا، هل عنده دبابات، اولاً انه يبعد عن حركة امل وحزب الله مثل هنا وآخر الدنيا، ليس له علاقة بنا، يقوم بإنشاء مشروع سياحي، اذا كانت اسرائيل صحيح تبحث على سلام في المنطقة، المشروع السياحي يفيدها او يضرها ؟
بصراحة، عندها شكوك، هذا ماذا يفعل هنا؟ ما الذي يحصل هنا؟ وهو يشتغل فيه كل يومين وثلاثة يرسلون جنود اسرائيليين، كي لا يتركوه يكمل المشروع، ولكن اعتقد ان مشروع الليطاني بالتأكيد اسرائيل منعته، الآن هناك خطوات في الحكومة الحالية ان شاء الله، ان ينفذ هذا المشروع، كذلك الامر سترون بأنه سيكون نفس الامر كما تعرقل الغاز والنفط في العام 91 ستحصل محاولات عرقلة، اريد ان اسأل الحاضرين هنا، اذا كنا لا نريد ان نكون وطنيين الا نريد ان نكون اقتصاديين؟ هل تعتقدون ان اسرائيل ستترككم تنفذون هذه الامور، وان يعود لبنان الى عافيته لولا موضوع قوة ردع، قوة الردع هذه علينا ان نتفق عليها، قوة الردع هذه بدون المقاومة ليست قوة ردع، وبدون الجيش اللبناني ليست قوة ردع. هذا هو جو الاسرائيليينن هذا تاريخهم، هذا شعورهم، انا قلت لكم شيء يعود الى ما قبل استقلال لبنان، وصولاً الى واحد الآن يقوم بإنشاء مشروع سياحي، ويأتون إليه ويقولون له ممنوع.
هذه الملفات الموجودة هنا فخامة الرئيس اذا قررت ان توزعها، هذه عبارة عن ما يتعلق بالنفط. قبل ان اترك هذا الموضوع اريد ان اقول مسألة وردت بالأمس بالنسبة لموضوع الغاز والنفط اسرائيل بدأت في حيفا بالتلزيم، بدأوا الآن بالتلزيم. كي لا يقال يا فخامة الرئيس بأني انظر الى الامر على طريقة الجزء الآخر من منتصف الليل، انا ارى الجزء المضيء، او الجزء المظلم، كما تشاؤون، ولم اقف عند بعض الطروحات المتباينة او المعترضة، اسمحوا لي ان اقف عندها، وهنا اريد ان أبدأ، ومع احترامي لكل الدراسات التي قدمت، اريد ان أبدأ بدراسة مقدمة من قبل القوات اللبنانية.
القوات اللبنانية قدمت دراسة تقول بأن أية مقاربة جدّية للاستراتيجية الدفاعية يجب ان تستند على المسلمات التالية :
الصفحة الاولى، النظام السياسي اللبناني، التفاهمات الميثاقية بين الطوائف، القانون الدولي بمكوناته كافة، ميثاق الامم المتحدة، الاعلان العالمي لحقوق الانسان، القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن الدولي بشأن لبنان، المعاهدات الدولية التي نلتزم بها، إلتزامات لبنان العربية خامساً، والدولية .. الخ، هذا الكلام وارد في الصفحة الاولى.
اولاً اريد ان اقول بميثاق الامم المتحدة، اريد ان اقول للإخوان جميعاً بميثاق الامم المتحدة المقاومة حق، المقاومة مشروع ضد الاحتلال، الاّ اذا كنا نعتبر ان وجود اسرائيل ولو بمتر واحد من الاراضي اللبنانية هو غير احتلال، طالما انها في انش واحد بكومة من التراب من ارضنا، قبل ان نصل الى المياه وغيرها، بهذا الامر حق مقاومة الاحتلال وفقاً لميثاق الامم المتحدة فهذا حق شرعي لي، وحق شرعي للشعب، وحق شرعي للدولة، وحق شرعي حتى للناس لو كانت تجاوزت الدولة بهذا الامر.
اما موضوع القرار 425. القرار 425 قال ولايزال يقولن على علمي انه لم يلغ، يقول بانسحاب اسرائيل الى خارج الحدود المعترف بها دولياً، يقولون بأن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لااندوف وليس لليونيفل، هذه الطلعات والنزلات ليس لي علاقة بها، مزارع شبعا حتى سوريا اذا قالت ان مزارع شبعا ليست لبنانية فأقول ان مزارع شبعا لبنانية، قبلت اسرائيل ام لم تقبل، هذا الكلام سجلوه وليصل، هذا الكلام انا اقوله لانه فيه جزء من بلدي، تماماً لبنان الآن هناك ناس يقولون (ما بتحرز) لا تستأهل، ما هو الذي (لا يحرز) لا يستأهل؟
الا تستأهل (تحرز) 14 مزرعة فيها 220 نبع ماء، وهنا النقطة، هناك مثل عامي يقول : "الدب غنّى ألف موال وموّاله بالإجاص) اسرائيل بكل (فتلاتها وبرماتها) تعود الى موضوع المياه، مزارع شبعا باقون فيها هم لأنها مساقط المياه، 22 نبع ماء موجودين في مزارع شبعا، مزارع شبعا فيها أكبر مقدسات المسيحيين والمسلمين فيها مقام الطير للنبي ابراهيم(ع) الذي هو ملك الوقف السنّي في لبنان، عام 1945 صدر حكم عن المحكمة الشرعية العليا السنية في لبنان بأن هذا ليس ملك الدولة اللبنانية، انتزعوه من الدولة هل اعطيه لاسرائيل؟ شيء غريب هذا الامر، القرار 425 لم ينفذ بعد. اما إلتزامات لبنان العربية والدولية ومقررات القمم العربية :
• قرار المجلس الوزاري العائد للدورة العادية 114 تاريخ 4/9/2000 ، اذ يشيد بصمود لبنان وبسالة مقاومته الوطنية، ثم في الصفحة 27 يقول : وتاييد حق لبنان بإستعادة كل شبر من اراضيه المحتلة مع احتفاظه بحقه في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي بشتّى الوسائل المشروعة حتى تحرير كامل الاراضي اللبنانية بما فيها مزارع شبعا، وهذه المستندات ساتركها عندك فخامة الرئيس.
• قرار قمة عمّان الدورة العادية 13 عام 2001 يقول : دعم لبنان بإستكمال تحرير أراضيه من الاحتلال الاسرائيلي على الحدود المعترف بها دولياً بما في ذلك مزارع شبعا، وتأييد حقه ومقاومته بتحريره بشتّى الوسائل المشروعة وكذلك دعم مطالبته بإزالة الألغام ... الخ.
• قرار المجلس الوزاري في سنة 2001 يقول : واذ يشيد بصمود لبنان وبسالة مقاومته، في الصفحة 31 يقول : وتأييد حق لبنان بإستعادة كل شبر من اراضيه المحتلة مع الاحتفاظ بحقه بمقاومة الاحتلال الاسرائيلي بما في ذلك مزارع شبعا.
• قرار قمة بيروت الدورة العادية 2002 ـ 18/3/2002 يقول : مع إحتفاظ لبنان بحقه في مقاومة هذا الاحتلال بشتّى الوسائل المشروعة.
• قرار المجلس الوزاري الدورة العادية 117 سنة 2002، دورة ثانية : استكمال تحرير أراضيه بما في ذلك مزارع شبعا مع احتفاظ لبنان بحق المقاومة، نفس البند ونفس الكلام.
• قرار المجلس الوزاري الدورة العادية 118 في 5/9/2002 : مع إحتفاظ لبنان بحق مقاومة هذا الاحتلال بشتّى الوسائل.
• قرار المجلس الوزاري الدورة العادية 119 في 24/3/2003 : مع إحتفاظ لبنان في مقاومة هذا الاحتلال بشتّى الوسائل المشروعة.
• قرار المجلس الوزاري الدورة العادية 120 9/9/2003 : ايضاً مع احتفاظ لبنان بحقه في مقاومة هذا الاحتلال بشتّى الوسائل المشروعة.
• قرار قمة تونس الدورة العادية 16 في 22 ـ 23/3/2004 : مع احتفاظ لبنان بحقه في مقاومة هذا الاحتلال.
• قرار مجلس الجامعة الوزاري الدورة العادية 121 في 4/3/2004 : نفس النص : مع احتفاظ لبنان بالمقاومة.
• قرار قمة الجزائر الدورة العادية سنة 2005 : ايضاً احتفاظ لبنان بحقه في مقاومة هذا الاحتلال.
• قرار المجلس الوزاري الدورة العادية في سنة 2005 : نفس النص : ايضاً نفس النص تماماً.
• الدورة العادية 124 في 8/9/2005 : ايضاً مع احتفاظ لبنان بمقاومة هذا الاحتلال بشتّى الوسائل المشروعة وتأييد حق لبنان بتحريره بشتّى الوسائل.
• قرار المجلس الوزاري في سنة 2006 : وتلك بشتّى الوسائل المشروعة بما فيها حدود شبعا، وإطار العلاقات الأخوية مع لبنان وسوريا ...الخ.
وصولاً للبارحة، تلاحظ ان هذا الشيء قائم حتى في ليبيا التي اعتدت علينا بكل الاشكال فلم يستطيعوا ان يخرجوا من هذا الموضوع.
ثانياً، اما بالنسبة لإتفاقية الهدنة، لأنه اتى على ذكرها، آخر بند في الصفحة الاولى من مشروع القوات اللبنانية يقول : التمسك بإتفاقية الهدنة الموقعة في 23 آذار 1946.
أولاً بالنسبة لموضوع اتفاقية الهدنة اريد ان الفت النظر الى شيء، في الصفحة 21 من اتفاقية الهدنة تعترف بالقوات غير النظامية.
اسرائيل عندما احتلت فلسطين لم تعتمد الجيش، اعتمدت التي تسميهم هي مقاومة، الهاغانا وغيرها، ورد في الصفحة 21 : لا يجوز لأي فئة من القوات البرية والبحرية والجوية العسكرية او الشبة العسكرية التابعة لأي من الفريقين بما في ذلك القوات غير النظامية،
ثم تقول ان أي تدخل او عبور المجال الجوي التابع للفريق الآخر، لا يجوز توجيه أي عمل حربي او عمل عدائي على الاراضي يسيطر عليها احد فريقي هذا الاتفاق ضد الفريق الآخر.
في الصفحة 22، نزع الالغام والخرائط التي تتعلق بالالغام.
دون ان اعدد كل هذه الامور، اريد ان اسأل : هل سمعتم مرة ان لبنان كان عنده النية هو او شعبه او احد ان يحتل في فلسطين او بغير فلسطين؟ لا، لم يكن عنده، ربما لو كان عندنا نوايا ما كنا لنصل الى هنا، لا اريد ان احكي هذا الكلام بشكل انفعالي، اريد ان اقول في ظل اتفاقية الهدنة من العام 49 حتى العام 78 ذبحونا. كل هذه الامور حصلت ضمن اتفاقية الهدنة لم تؤد الى نتيجة. هؤلاء الجماعة الذين دخلوا على لبنان عدة مرات يقفزون حتى من فوق قوات الطوارىء كما حدث عام 1982، هؤلاء هل يقال يمكن ان تجبروهم ان يتوقفوا باتفاقية الهدنة؟ هذا الشيء الذي اريد ان اقوله، اما استباحة اسرائيل حيث استباحت هذا الامر مراراً وتكراراً ولاتزال غير آبهة بهدنة او بإتفاقيات على الاطلاق.
اذاً سارجع ايضاً الى كلام مشروع القوات اللبنانية، انا اوافق القوات على الشيء الذي ورد في الصفحة 4 وما يليها.
في الصفحة 4 قلتم ان الدولة لا تستطيع مجابهة اسرائيل، ولو خُصص لها ميزانية، هذا الكلام ورد في اكثر من صفحتين.
تقول : ان اعتى الدول المعادية لاسرائيل، هذا كلام ورد في استراتيجيتك صفحة 4، ان اعتى الدول المعادية لاسرائيل واقدرها امتلاكاً لموارد مالية وعلى رأسها ايران عجزت عن الدخول في سباق تسلح تقليدي مع اسرائيل وتطوير نظام دفاع جوي يبعد عنها خطر الضربات من اسرائيل.
انا اوافق على هذا الكلام، اذا كان الامر كذلك وهو كذلك، كيف يمكننا القول بأننا نريد ترك الجيش اللبناني وحده بوجه العدو الاسرائيلي؟ كيف؟
ثم تصل خطة اخواننا القوات على ما يلي : بأن هذه المسالة ليست وحدها يجب ان يكون هناك حياد، اذا اخذنا مبدأ الحياد، فيما بعد يصبح الحياد وحده يحميك بدبلوماسية دولية تجعلك انت محمياً بهذا الموضوع، انا بالنسبة لموضوع الحياد سأكتفي فقط، يا دكتور جعجع الكلام هنا موجه لك، سأكتفي بكلام قاله غبطة البطريرك الماروني في 31 آب 1958، كان يومها البطريرك المعوشي، كان آنذاك موضوع حياد لبنان مطروحاً، فيقول : " نحن جميعاً في لبنان طلاب حياد ولكن الحياد الذي نقبله هو الحياد الذي يقبله لبنان بملىء حريته وبالاتفاق والانسجام مع الدول العربية، والحياد الذي نريده لا يمكن ان يستقي مبادءه من الحياد النمساوي، او ان تنعكس عليه ارادة الاجانب وهو في كل حال يجب ان يتضمن هذا الحياد استثنائين : اولهما خاص باسرائيل وثانيهما خاص بالبلاد العربية، اذ لا يجوز ان نكون محايدين بالنسبة للبلاد العربية التي نحن جزء منها". أكتفي بهذا الجواب بالنسبة لموضوع الحياد، أريد ان اضيف شيء بسيط، حتى اذا كان سيحكى بالحياد، لا يحكى بالحياد وانت تحت الاحتلال، وانت تحت الاحتلال لا تستطيع ان تحكي بالحياد، لا تقل لي الآن ان اغلب لبنان اصبح خارج الاحتلال، انا صرت خارج الحرب ولكن يدي في الداخل، كيف اقدر، إما ان أقطع يدي، او أنني لا اقدر ان ابقى في هذا الموضوع.
اما بالنسبة لما ورد في الصفحة 8 حول مزارع شبعا، عندكم، وكذلك ما ورد على لسان جارنا فخامة الرئيس امين الجميل، اثناء الحديث على طاولة الحوار، هذه التي اصبحت مسمار جحا، وسأل اذا كانت لبنانية ام سورية، سبق في الحوار في ايامي وقد تكلمت انا كثيراً بمسألة مزارع شبعا وعلى علمي اتفقنا بأنها لبنانية، وصدر قرار بأنها لبنانية، كما قال فخامة الرئيس الآن، إتفقنا بالموضوع الفلسطيني، يجب ان يكون هذا الاتفاق قد صار للتنفيذ، اتفقنا بأن مزارع شبعا لبنانية لا يجب ان نعود للقول هل هي لبنانية ام غير لبنانية، والاّ نكون وكأننا نتفق من جهة ونخرج من جهة، لقد انتهينا من هذا الامر.
يا فخامة الرئيس، هنا اريد ان أبرز هذا الشيء، قلت مسمار جحا، لبنانية او غير لبنانية، جريدة السفير بتاريخ 11/5/1983، بيروت، التوقيع بالتناوب بين ناتانيا وخلدة اسرائيل تطالب بصلاحيات دولية لجان التحقيق وحبيب يبلغها رفض لبنان لاستيضاحات اراضي لبنانية بينها مزارع شبعا.
بنفس النص الوارد في الاتفاق اللبناني الذي ارسل الى ناتانيا : بالنسبة الى الاراضي اللبنانية التي تضع حالياً اسرائيل يدها عليها ومنها مزارع شبعا، التي استولت عليها بعد حرب حزيران 1967 فإن كل هذه الاراضي ستعود الى اصحابها ولا يقبل لبنان بأن يثار اي اشكال حولها، الوفد اللبناني ابلغ هذا الموضوع في سنة 1983.
اما أخيراً، بعد كل هذا الكلام، نحن بحكومة وحدة وطنية عام 2008، ام لا يا دولة الرئيس السنيورة؟ نحن بحكومة وحدة وطنية تكلمت على الشكل التالي : انطلاقاً من مسؤولية الدولة بالمحافظة على سيادة واستقلال لبنان ووحدة وسلامة اراضيه ووفق احكام الدستور تؤكد على ما يلي :
اولاً حق لبنان، شعبه وجيشه ومقاومته في استرجاع او تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر المحتل وحقه في المياه، وكذلك بكافة الوسائل المشروعة والدفاع عن كرامته بمواجهة اي اعتداء.
حكومة دولة الرئيس الحريري، الحكومة الحالية كررت هذا الكلام بشكل او بآخر، ما عدا عما بدا لأن نعود أدراجنا الى الوراء، لا أريد ان اقول شيء، اريد ان اقول فلنتق الله بالوطن نتق الله ببلدنا وننطلق ولا نرجع الى الوراء، أنا أعرف انه عندما يتعلم احد قيادة السيارة عندما يصبح يعرف القيادة الى الامام يقولون له تعلم ان ترجع arrière . الجيش لا يمكنه تحمل مسؤولية الدفاع وحده ولا التحرير، وهذه القصة بدأت عندما أعطي الامر للجيش ان ينتقل من كوكبا الى تبنين ومنعه الاسرائيليون آنذاك، تماماً اذا لم تؤمن الدولة الكهرباء، حق للمواطن جلب مولدات ولو ادت لازعاج. لذلك نقترح : (فخامة الرئيس لا اعرف ما اذا كان ينسجم مع هذا الشيء) برأيي الخاص تشكيل لجنة مصغرة، ومصغرة جداً من قيادة الفريقين. قيادة الجيش اللبناني وقيادة المقاومة تبحث بسرية تامة، لأنه اذا بحثت بشكل علني، اسرائيل تحمّل لبنان هذا الوزر، وهي تقول الآن انه اي شيء تفعله المقاومة سأحمّل لبنان هذا الوزر، فنكون قد اعطيناها مستند.
تشكيل لجنة مصغرة من قيادة الفريقين تبحث بسرية تامة آلية التنسيق وتعتمد في نقاشها مسلّمة اساسية، ان دور المقاومة ينحصر بالتحرير وردع أي عدوان اسرائيلي ولا علاقة لها بالشأن الداخلي الأمني. هذه مسلّمة.
بعد استكمال التحرير ، هذا من الآن وحتى استكمال التحرير، بعد استكمال التحرير وضع تشريع ينظم وجود مقاومة في المناطق الحدودية ضمن صيغة تأخذ بعين الاعتبار التكامل والتنسيق مع الجيش بالعمل العسكري الدفاعي في مواجهة العدوان الاسرائيلي المحتمل على طريقة ما هو موجود في عدد من الدول من اميركا الى ايران مروراً بسويسرا.
هذا بكل تواضع ما رأيته انا يا فخامة الرئيس، والمطلب الاساسي ان نحصر نقاشنا، حتى انني لم اعط ولم اسرب للاعلام بأنني سأقدم شيء اليوم.
ثانياً نحصر نقاشنا في النقطة التي وصلنا اليها، لا ان نرجع الى الوراء، بالاستراتيجية الدفاعية. صدقوني ان لم نضع استراتيجية دفاعية لن يتركونا نأخذ ماء ولا بترول، ولن يتركونا نسدد ديون، ولن يتركونا نفعل شيء.
شكراً والسلام عليكم.لهم