الموضوع : محاضرة ـ لا طبقات في المجتمع بل تمايز كفاءات .
المكـان : مقر جمعية مار منصور ـ 4/2/1971
المناسبـة : دعت جمعية مار منصور إلى لقاء في مقرها حول موضوع "القضايا الراهنة".
ـ الــنـــص ـ
بدأ الإمام السيد موسى الصدر حديثه بتحديد هذه القضايا التي وصفها بالمشاكل على النحو التالي:
ـ مشكلة الشباب، والطلاب خاصة، وهي التي إنفجرت بشكل عنيف عام 1969 في كل من أميركا وأوروبا، وأنتقلت عدواها إلى لبنان.
ـ المشكلة العمالية، التي هي أحدى زوايا المشكلة الطبقية.
ـ مشكلة اليهود الصهيونية العالمية
ـ مشكلة الشباب:
وتناول السيد موسى الصدر هذه المشاكل بالتفصيل فقال: "إن مشكلة الشباب تفجرت تعبيراً عن إرادة حب التغيير في نوعية الحياة، وجاءت نتيجة فقدان الإرتباط الفكري والثقافي بين الأجيال الطالعة والأجيال السابقة. وقال أن حب التغيير يخفي رغبة بإبراز شخصيته، حيث يبدأ بإيجاد مفاهيم لم يمارسها الجيل السابق". كما ذكر سبباً آخر وهو فقدان الرابط العائلي: "فغياب المرأة عن أولادها وتفرغ الأب لعلمه أضعف الرابط العائلي الذي تفجر أخيراً بثورة من أجل التجديد ورفض الماضي".
ـ المشكلة العمالية:
وانتقل السيد الصدر إلى المشكلة العمالية فرفض الإعتراف بوجود طبقات في المجتمع "فهذه الطبقات هي من إختراع الفلاسفة الماديين أمثال كارل ماركس. وكان يمكن أن نسمع بها لو لم تتناولها الأقلام والألسن". وقال السيد الصدر: "أن التعبير الصحيح الذي يجب إطلاقه هو التمايز بالكفاءات في المجتمع".
ـ أما المشكلة الثالثة وهي مشكلة اليهود والصهيونية العالمية:
فقد وعد السيد الصدر ببحثها في لقاء آخر.
ويبدأ النقاش بين السيد الصدر والحضور على شكل أسئلة وأجوبة كانت كما يلي:
س ـ ما رأيكم بقضية الطلاب في لبنان وقضية التعريب؟
ج ـ حان لنا أن نخرج من إزدواجية التعليم في لبنان، يجب علينا أن ندرس باللغة الأم التي تربطنا بالتاريخ. ولكن هذا لا يمنع التأكيد من أن تعلم اللغات ضرورة عصرية وإنسانية.
س ـ هل تعتقدون أن وراء التظاهرات الطلابية في لبنان تغيير النظام السياسي في لبنان وفرض نظام غيره؟
ج ـ الطلاب أطهر المواطنين وأكثرهم إخلاصاً للوطن، والطالب بريء وهو أقرب إلى المثالية أكثر من غيره، ولا يجوز إتهام أية حركة طلابية بإنتماءات سياسية، فالطالب يستغل وعلى المسؤولين الإستماع إليه. أما المظاهرات الطلابية فمنبعها يرجع إلى عدم صلاحية الوضع العام، حيث أن المجتمع الحاضر لا يرضي أي مواطن.
س ـ ما هو العلاج المناسب لإرجاع مجد الأسرة؟
ج ـ أن من تحدى العالم بأسره بإيجاده للأبجدية، قادر على أن يضع العلاج الذي يمكن تخليصه بالآتي:
1 ـ إيجاد الضمان العائلي على نسق الضمان الإجتماعي والضمان الصحي.
2 ـ تقوية الإيمان المطلق.
س ـ ما هو دور رجال الدين في خلق المجتمع المطلوب؟
ج ـ على رجل الدين أن يكون بمعزل عن المادية ليخدم وطنه ومجتمعه فالدين الحقيقي لا يعترف بالطائفة والمادية. ورجال الدين في لبنان يمكنهم أن يقدموا بالشيء الكثير إذا كانت لديهم الرغبة المخلصة في الإصلاح.