علن سماحة القائد السيد موسى الصدر عن ولادة حركة أمل إثر الإنفجار الذي وقع في معسكر تدريبي لشباب حركة المحرومين إستشهد فيه أكثر من 35 شاباً في قرية عين البنية في قضاء بعلبك الهرمل في 6/7/1975 ورغم أن أجزاء عديدة من لبنان يومها كانت مسرحاً لإنفجارات مشابهة أعنف ورغم أن الخسائر كانت أكثر ونتائجها دماراً وموتاً وتهجيراً إلا أن الإنفجار كان له طبيعة مختلفة لأنه وهو يشير إلى الخسائر اياها في الموت إلا أنه كان يعلن ولادة شيء جديد أراده الإمام القائد وسعى له سراً قدر الإمكان لكي يكون تعبيراً عن إسلوب سعى له منذ فترة ، حين كان يردد القائد السلاح زينة الرجال وهو أفواج المقاومة حيث انبثقت من أحرفها الثلاثة الأولى كلمة (أمل).
لقد كان اقتناء السلاح بالنسبة للسيد القائد مظهر قوة يظهرها نيابة عن المحرومين وقضاياهم .
وفي مواضع أخرى كان السيد يردد : أنني أرى مطامع إسرائيل في الجنوب ما يتجاوز الحياة والأرض بل إنها تريد أن توطن الفلسطينيين وتنهي قضيتهم وهم يحملون السلاح من أجل العودة إلى أرضهم ويجب أن نشاركهم ذلك .
فوق ذلك كانت الحرب اللبنانية الأهلية قد بدأت في أكثر من منطقة وكان الإمام القائد يدرك أن هذه الحرب ستشمل كل لبنان ولن توفر أي طائفة وأن الدولة أعجز من أن تستطيع حماية أحد بل أن الجميع سيتقاسمون مؤسساتها في ظل الخلل الفاضح في سياستها .
لكل هذه العوامل كان على السيد القائد أن يندفع إلى تأسيس حركة أمل سراً فلما حصل الإنفجار كان على السيد القائد أن يختار أسلوب الإعلان .
فعندما نقلوا خبر الإنفجار المرعب فكر ملياً عن كيفية مواجهة الحدث وأثناء مناقشة الأمر مع بعض مناصريه حول تبني الإعلان أو السكوت عنه طرحت أمامههم الخيارات التالية :
1- لا أريدهم أن يأكلوني قبل أن أكبر .
2- وفي الوقت ذاته لا أريد أن يجرني أحد إلى الحرب الأهلية .
3- ولكنني في الوقت نفسه لا أستطيع أن أتجاهل الدماء التي سقطت من هذه الضحايا والوفاء يقضي في أن أتحرك لأجلها ، حتى لا تذهب هدراً فكان القرار الذي تبناه في إنشاء الجناح العسكري لحركة المحرومين - أمل وكان الإمام القائد قد أعلن عن ولادة الحركة خلال أحاديث أجراها معه نائب تحرير مجلة الحوادث السيد وليد عوض أثناء الإعتصام في مسجد الصفا - العاملية في بيروت بين 27/6/1975 و1/7/1975 وكان اعتصام السيد القائد حينذاك يرمز كما عبر عنه بالثورة ضد العنف والظلم والحرمان والتمييز الطائفي والتمزق الوطني وهو ثورة ضد العنف والسلاح اللذين يستعملان في غير موضعهما ثم هو ثورة ضد السياسة التقليدية وبعض التقليديين اللبنانيين الذين اعتبروا أن السياسة غاية وأن عدد القتلى والجرحى وكمية البيوت المهدمة وما يقع على المستضعفين والكادحين من تعطيل أعمالهم ومدارسهم كل ذلك اعتبروه يجري في فراغ طالما أنه يستعمل في كسب صوت واحد أومكسب سياسي معي