ياسر الحبيب رجل الدين الشيعي الذي أثار أزمة سياسية ودينية في الكويت قبل أكثر من شهرين، عبر إساءاته لرموز دينية عند المسلمين السنة، يؤكد في حوار مع "إيلاف" بعد أن هدأت عاصفة التصريحات والتصريحات المضادة أن فقدانه لجنسيته الكويتية يعد ثمنا لقول كلمة الحق، وأنه كان يمكن أن يكمل حياته عبر مسارات أخرى بعيداً عن مسار "إحتمال العذاب والآلام والتضحيات" الذي إختاره في سبيل التبليغ الدعوي، وأنه بلا جنسية الآن، وسيستمر في نهج التصحيح للكثير من الأخطاء حتى على صعيد الفكر الشيعي، شارحا قصة خروجه الغامض من السجن في الكويت بعد نحو شهرين من صدور أحكام قضائية تصل لأكثر من عقدين، ومباهلته مع رجل الدين السني محمد الكوس، وتعريفه لمآل المباهلة.. وتاليا نص الحوار كاملا.
أين ولدت وكيف نشأت؟
• وُلدت في الكويت، ونشأت كما نشأ غيري، إلا أني كنت منذ الصغر مولعاً بالمطالعة، ربما هذا الذي ميّز نشأتي عن نشأة غيري.
أين درست وكيف بدأت حياتك العملية؟
• درست في المدارس الحكومية، ثم في جامعة الكويت - كلية العلوم السياسية، ثم اتجهت إلى الدراسات الحوزوية.
ولاحقا بدأت حياتي العملية في المجال الإعلامي والسياسي منذ الصغر حيث عملت محررا صحافيا في جريدة الوطن الكويتية منذ سنة 1991 ولم يكن عمري يتجاوز حينها إثنتا عشرة سنة، ثم انتقلت إلى جريدة صوت الكويت حتى أوقفت الحكومة إصدارها سنة 1994، فانتقلت إلى الطليعة، فالرأي العام، فالقبس، فصوت الخليج. ثم أسست (هيئة خدام المهدي عليه السلام) وأصدرت مجلة المنبر ومجلة ثائر وغيرها، فاستقللتُ بمشروعي الخاص.
متى بدأ مشوارك مع الفكر الديني؟
• لم يغب الفكر الديني عني منذ نعومة أظفاري، إنما ازددت فيه عمقاً بعدما بدأت مطالعاتي العلمية، ودراساتي الحوزوية الخاصة سنة 1996.
كيف تمردت على الفكر الشيعي القائم، حيث لوحظ إستقلال خطك الشيعي؟
• أعتبر ذلك نعمة من الله تعالى أنعم بها عليّ، أني وجدت الوضع الشيعي العام – بركونه إلى الدعة - يتصادم مع روح الثورة التي بعثها نبينا وأئمتنا الأطهار (صلوات الله عليهم) في نفوس شيعتهم وأتباعهم.
الشيعي يتمرد دوماً على الواقع ما دام هذا الواقع مخالفاً لتعاليم محمد وآل محمد صلوات الله عليهم. الشيعي لا يهنأ له بال إلا أن يغيّر الأجواء من حوله لتكون متوافقة مع منهج السماء. لهذا تمردت.
متى بدأت رحلتك مع التشدد الديني والتعصب؟
• أعتبر نفسي متشدداً مع رموز الظلم والجور والإرهاب والنفاق، كما أني متعصب جداً لآل محمد عليهم الصلاة والسلام. غير أن تشددي وتعصبي لا ينتقل إلى الجوارح بحال من الأحوال، فإني أفرّق مثلاً بين (الجدل الكلامي) وبين (العمل على الشارع) ولا أربط هذا بذاك، حتى لا تسيل دماءٌ أو تُزهق نفوس. لهذا – مثلاً – لا آمر بأن يُقتل المخالف، أو تُصادر حريته في التعبير عن معتقده، أو أن يُعامل كمواطن من الدرجة الثانية، كلا أبداً.. لتبقى القسوة على عقيدته حيث نعتبرها عقيدة باطلة، دون أن نقسو عليه كإنسان، فله الحق في الحياة، وله ما لنا وعليه ما علينا ضمن الأطر والعقود المدنية. رحلتي مع هذا النوع من "التشدد الرؤوف والتعصب الرحيم" بدأت مع بداية مطالعاتي ودراساتي الدينية.
هناك من يتهمك حتى في أوساط الطائفة الشيعية بالتطرف والتشدد؟
• سبق البيان. ولنا أن نتهم هؤلاء بالانهزام والخنوع والذل.
لماذا سجنت في الكويت؟
• لأني تطاولت وحكمت على بعض الشخصيات الدينية أنهم في النار ضمن محاضرات أسبوعية كنت ألقيها في ديوان خدام المهدي (عليه السلام) وكنت أناقش فيها مسائل عقائدية وتاريخية وفكرية حساسة.
كيف غادرت السجن؟
• بعد اعتقالنا وإيداعنا السجن في السادس من شوال 1424 (30 نوفمبر 2003) لم تمرّ إلا أيام قلائل حتى اتضحت الصورة بالنسبة لنا، وهي أن خروجا سريعا من السجن لا يلوح في الأفق رغم أن الحكم القضائي لم يصدر بعد، ذلك لأن نار التحريض علينا من قبل الجماعات المناوئة لم تهدأ حتى صيّرت قضيتنا قضية سياسية عامة على مستوى البلد، وأصبحت القضية محلّ توافق سياسي بين معظم الكتل السياسية من جهة، والحكومة من جهة أخرى، التي تقاطرت عليها الوفود المطالبة بإيقاع أقصى العقوبة علينا.
وكان طبيعيا والحال هذه؛ أن تتعقد القضية أكثر فأكثر، وأن تتجه إلى التأزم لا إلى الانفراج. وبدلا من أن يكون مضي الأيام كفيلا بتخفيف التوتر وتهدئة الساحة لتأخذ الأمور مجراها الطبيعي قضائيا؛ وجدنا أن الجماعات المناوئة كانت تسعِّر النار أكثر، فتصدر البيانات تلو البيانات، والتصريحات تلو التصريحات، وتجتمع برئيس الحكومة وقتذاك غير مرّة، وتعقد المهرجانات الخطابية التصعيدية، وتثير القضية تحت قبة البرلمان، وعلى منابر المساجد، وتعدّ مشروع قانون لتشديد العقوبة على من يمسّ ما يسمى بالصحابة، وتشكّل تكتلا جديدا تحت مسمى الدفاع عن ثوابت الأمة، وتطبع ملصقات للسيارات وتنصب لافتات في الشوارع لترويج عبارة "أنا أحب الصحابة" كردّ علينا.. وهكذا حملت علينا حملة ضخمة متكاملة، الهدف منها كما كنا ندركه، هو أن لا تمرّ هذه القضية مرور الكرام، وأن نكون نحن "عبرة" لغيرنا ممن قد يتشجع ليخترق مجددا دائرة المحظور الديني والتاريخي، ولو من الزاوية المذهبية.
وماذا حصل بعد ذلك؟
• كنا قد فقدنا أدنى قناعة بانغلاق ملف القضية سريعا، وأعددنا النفس لتقبّل واقع الحبس لمدة طويلة، وتأكد لنا ذلك مع تحويلنا من سجن المباحث الجنائية المخصص للموقوفين، إلى السجن المركزي المخصص للمحكومين عادة.
أضف إلى ذلك أن المسؤولين عن وضعنا والمؤثرين فيه سلطويا، كانوا أيضا متحاملين علينا بشدّة بفعل انتماءاتهم الدينية والسياسية، إذ أن مجلس الأمة فواقع كعادته في الصراخ والاستصراخ ولا يمكن أن يكون إلى جانبنا بحال. وبهذا اجتمعت علينا كل التعقيدات. وحتى السلطة الرابعة الإعلامية، فقد اتخذت هي الأخرى قرارا هو الأول من نوعه، إذ أعلنت أنها لن تنشر كل ما له علاقة بموضوعنا، وجاء هذا القرار بعدما نشرت عشرات التصريحات والبيانات والمقالات ضدنا، ولم تتح في المقابل فرصة نشر الردود لمن أحبّ الدفاع عنا وتوضيح الحقائق، فأتى ذلك أيضا علينا وتسبّب في اختلال الصورة لدى رجل الشارع العادي، إذ قرأ للمهاجمين، ولم يقرأ للمدافعين، وكان الأجدر بالصحافة أن تكون على الحياد والتزام المهنية، لكنها لم تفعل وآثرت الانحياز، ثم إنها بنفسها كسرت قرارها! فكانت تنشر بالتتابع تطوّرات قضيتنا، وبعض التعليقات عليها من هذا وذاك. وهكذا اجتمع الكل علينا، وما دام قد اجتمع الكل فيكون طبيعيا أن نقضي في الحبس مدة طويلة، إذ لا يقتنع هؤلاء بأن نقضي فيه شهرا أو شهرين، أو سنة أو سنتين، إنهم يريدون توجيه ضربة مؤلمة لنا.
هل صدر ضدكم قرارا قضائيا في هذه المرحلة؟
• نعم، لكن لم يعجبهم أن يحكم قاضي المحكمة الابتدائية بأقصى عقوبة في قانون المطبوعات، وهي الحكم سنة مع غرامة ألف دينار، فضغطوا باتجاه تحويل القضية من جنحة إلى جناية، ثم تصييرها قضية أمن دولة، لتكون العقوبة أشد، وهكذا صدر علينا حكم بالسجن عشر سنوات، والذي انضم إليه حكم آخر بالسجن خمس سنوات، ثم حكم ثالث صدر أخيرا بالسجن عشر سنوات، فأصبح المجموع خمسا وعشرين سنة، أي ربع قرن، وهو أول حكم من نوعه في تاريخ الكويت في قضية من قضايا الرأي.
هذا المسار التصعيدي كان واضحا منذ البداية ومنذ الأيام الأولى كما أسلفنا، فكان لا بد لنا من أن نوطن النفس على تحمّل قضاء فترة طويلة نكون فيها محرومين من الحرية. إلا أن الأمل بالله تعالى، والثقة بتأييد المولى صاحب العصر والزمان (أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء) كانا سببا لعدم اليأس أو القنوط. فانشغلنا في أيام السجن المريرة بالدعاء الذي هو سلاح المؤمن، واجتهدنا بالتوسل بمن أمر الله أن نتوسل إليه بهم، وهم نبينا الأكرم وآله الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. والحق أننا رغم ما كنا نعاني منه في السجن، إلا أن العبادة كانت سلوتنا، وقد قضينا في السجن أروع لحظات الانقطاع إلى الله جل وعلا في حياتنا كلها، إذ لم يتأتَّ لنا الوصول إلى هذه الدرجة من التوجه الروحي من ذي قبل، كما لم يتأتَّ لنا مثله حتى الآن، إلا مرّتين أو ثلاث في العتبات المقدسة.
إذن كيف خرجت من السجن بعد الأحكام المتعددة؟
• على أية حال فقد خاطبنا ونحن في السجن مولانا قمر بني هاشم أبا الفضل العباس (صلوات الله وسلامه عليه) ورجوناه أن يتكرّم علينا بالشفاعة عند الله تعالى وعند أخيه الحسين سيد الشهداء (صلوات الله وسلامه عليه) حتى يمنّ الله تعالى علينا بالعودة إلى الحرية والخلاص من السجن، معاهدينه على استكمال مسيرة الدفاع عن حق آل محمد (صلوات الله عليهم) بكل ما نملكه من طاقات. ثم نذرنا نذرا شرعيا وهو أن لو نجونا؛ لنرفعنَّ الأذان شخصيا في حرم سيدنا العباس (عليه السلام) في كربلاء المقدسة.
وقبل أيام قلائل من مناسبة اليوم الوطني لسنة 2004، وتحديدا قبل ثلاثة أيام منه؛ كنا قد استيقظنا كالعادة لأداء صلاة الصبح، وكانت عادتنا أن ننشغل عقبها حتى ما بعد شروق الشمس بالدعاء والزيارة، فكما ورد في وصايا أهل البيت (عليهم السلام) فإن فترة ما بين الطلوعين – طلوع الفجر وطلوع الشمس – تكون من أفضل فترات استجابة الدعاء، ثم إننا بعد ذلك نأخذ قسطا من الراحة والعودة إلى النوم لساعة أو ساعتيْن إذ لا نكون قد أخذنا ما فيه الكفاية بسبب سهرنا ليلا.
واتفق في ذلك الصباح؛ أن رأينا في ما يرى النائم وكأننا في ساحة كبيرة يقف في أقصاها مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، فهرعت إليه وأنا أهتف به: "يا علي يا ولي الله.. يا علي يا ولي الله" قاصدا عرض مشكلتي وحاجتي، وهي التحرر من السجن.
كنت أتقدّم إليه (صلوات الله عليه) بخطى سريعة وأنا أرى شخصه الشريف لكنني لم أستطع تمييز ملامح وجهه الشريف بسبب شدة توهج النور المنبعث منه، وما إن وصلت قريبا منه حتى تفاجأت باختفائه ولست أدري كيف! إلا أنه ظهرت لي في الحال القبة الذهبية لمولانا أبي الفضل العباس (صلوات الله عليه) ووجدت نفسي فجأة أمام باب قبلة الحرم العباسي في كربلاء المقدسة! فشعرت وكأن أمر قضاء حاجتي قد أحيل من لدن أمير المؤمنين إلى ابنه العباس عليهما السلام، فممددت يدي باتجاه القبة الشريفة وصرخت قائلا: "يا أبا الفضل العباس.. وحقك أخرجني من السجن"!
ماذا حدث لاحقا؟
• يشهد الله عليَّ؛ أنني حينما أتممت هذه العبارة وجدت شخصا يوقظني من منامي وهو يقول لي: "قم، استيقظ، إنهم قد طلبوك في قسم التصنيف". فاستيقظت متفائلا بالخير، وذهبت إلى هذا القسم في السجن، وهو المتخصص بتصنيف القضايا وتنفيذها، وكان صدى العبارة التي خاطبت بها المولى العباس (عليه السلام) ما زال يرنّ في أذني، وما إن وصلت إلى ذلك القسم حتى وجدت رجل أمن قادم من الخارج وبيده كشف فيه أسماء مكتوبة بخط اليد، فقال لي: "أنت ياسر الحبيب"؟ فأجبته بنعم، فأردف قائلا: "أبشرك! ستخرج بعد ثلاثة أيام بمناسبة العفو الأميري بالعيد الوطني"! قلت له: "حقا ما تقول"؟ فقال: "نعم.. كل ما عليك هو أن تدفع غرامة الألف دينار المنصوص عليها في حكمك".
كان الأمر بالنسبة لي أشبه بالخيال إلى درجة أنني شككت في كوني يقظا! فعدت إلى زنزانتي وعيناي تدمعان وقلت في نفسي: "فعلها العباس ورب الكعبة"! ثم فرشت سجادتي ووقفت لأصلي صلاة الشكر على هذه النعمة.
غادرت السجن بهذه البساطة؟
• في اليوم نفسه زارني ذويَّ، فأوعزت إليهم بضرورة دفع مبلغ الغرامة، وقد فعلوا ذلك في اليوم التالي لدى إدارة تنفيذ الأحكام بمنطقة الجابرية، مع أنهم كانوا متعجبين وفي شك من حقيقة الأمر، فجميع الوساطات قد باءت بالفشل، ولم يكن ثمة مؤشر على أن هناك تدخلا من قبل الديوان الأميري لإلحاقي بقائمة المشمولين بالعفو السنوي، خاصة أن شروط وقواعد العفو لا تنطبق عليَّ، فحكمي ليس نهائيا بل هو حكم ابتدائي! وقضيتي ليست من جنس القضايا المشمولة بالعفو أصلا! ولم أقضِ من محكوميّتي نصفها كما يُشترط! ثم إن الأعجب من هذا كله أن جلسة محكمة الاستئناف في قضيتي كانت قبل يوم واحد من إطلاق سراحي المفترض أي في الرابع والعشرين من شهر فبراير وقد حضرتها فعليا! فكيف أكون مشمولا بالعفو والحال هذه؟! ومن له القدرة على إدراج اسمي في القائمة والحال أن جميع المسؤولين عن الموضوع هم على طرف المعاداة لي لا المحاباة! فهل أن النائب العام مثلا يرغب في إطلاق سراحي؟ أم وزير العدل؟ وكيف خفي اسمي على هؤلاء فوقعوا على قرار الإفراج؟! بل من له الجرأة على التدخل في أمر كهذا في قضية نوعية كهذه؟!
إنها قدرة الله تعالى، والحمد له كما هو أهله. وتلك هي شفاعة العباس النبراس صلوات الله عليه. ففي صبيحة يوم الخامس والعشرين من شهر فبراير 2004 وبعد إجراءات مكثفة من التدقيق في ملفات السجناء أشرفت عليها لجان متخصصة من وزارة الداخلية ووزارة العدل والنيابة العامة؛ أُطلق سراحنا وخرجنا من باب السجن لنسجد سجدة الشكر. ولم نكن قد قضينا من محكوميتنا سوى شهرين وخمسة وعشرين يوما فقط!
كيف جوبه هذا الأمر لاحقا؟
• نحن نعلم أن الجماعات المصدومة بما جرى لا يروق لها الإذعان لحقيقة أن إطلاق سراحنا كان تدخلا إلهيا، لذا هي تصرّ على طرح احتمالات تبعث على السخرية، كالقول بأن هناك من الشيعة المناصرين لنا من عمد إلى إقحام اسمنا في قائمة المشمولين بالعفو! أو القول بأن الإفراج عنا كان بتواطؤ مع الحكومة! والجواب لهؤلاء: أن ائتونا بشيعي واحد في النيابة العامة أو وزارة العدل أو وزارة الداخلية أو الديوان الأميري له علاقة بموضوعنا وله هذه القدرة حتى يتمكن من التدخل بهذه الجرأة لكسر حكم قضائي صادر ضد الشخص الذي قامت الدنيا بأسرها ضده! أو ائتونا بتفسير منطقي لقيام الحكومة بالتواطؤ معنا ولأية مصلحة؟ بل مصلحتها هي في خلاف ذلك كما هو معلوم لأنها بتواطئها قد تفتح على نفسها بابا لا يُغلق، فالقضية حساسة بل في أعلى درجات الحساسية، وأن يخرج هذا الشخص بالذات من السجن وبهذه السهولة ولأول مرة في تاريخ البلاد هو ليس بالأمر الهيّن! وما الفائدة التي يمكن أن تتوخاها الحكومة من هذا التواطؤ المزعوم؟!
ثم إن الحكومة بنفسها قد أقرّت في جوابها لمن سألها في البرلمان، وكذا في ردّها على تقرير الخارجية الأميركية في شأن حقوق الإنسان والذي تعرّض إلى أمر اضطهادنا بالاستنكار؛ أقرّت أن الإفراج عنا كان قد وقع عن طريق "الخطأ في الإجراءات"، وهو ما يعني أن الإفراج عنا كان خارجا عن إرادتها، وأن الأمر كان قضاءً وقدرا ليس لها فيه الحيلة، وهي إلى اليوم لا تعرف كيف قد وقع هذا الخطأ ومن قبل مَن مِن المسؤولين أو الموظفين؟! وهذا معناه أن القدرة الإلهية قد تدخلت في الموضوع، فهل للجماعات الوهابية والإخوانية وغيرها من الجماعات المناوئة لنا أن تحاسب الله تعالى على حسن صنيعه بنا وكسره لآمالها في إبقائنا في الحبس! قد استجاب الله لدعائنا وفرّج عنا وأنقذنا بمنّه، ولم يستجب لدعائهم علينا بالهلاك والبقاء في عذاب السجن! فأي برهان أعظم من هذا على أننا على الحق وأننا لم نرتكب جرما يوجب سخط الله سبحانه؟!
إن مشكلتنا مع هؤلاء أنهم قد جرّمونا باسم الله! والله بريء من ذلك إذ لم يجعلهم ناطقين رسميين باسمه! فعلى أي أساس وعلى أي شرع اعتبرونا مذنبين؟! وهل لهم أن يناظروننا في الدين ليعرف الكافة أينا على حق وأينا على باطل؟! إني أعلنها لهم وللجميع أني أسأل ربي أن يتلقاني بما صنعت في كشف حقيقة أعدائه وأعداء رسوله وأوليائه عليهم السلام، فلئن كان ذلك موجبا لسخط أهل الدنيا من المخدوعين برجال الماضي، فإنه موجب إن شاء الله تعالى لرضاه ورضى رسوله وأهل بيته (عليهم السلام) في الآخرة.
هل غادرت الكويت فورا؟
• بعد أن تم الإفراج عنا؛ لم تمضِ ساعتان حتى اكتشف القوم أننا قد خرجنا من السجن، فذهلوا مما وقع وكانت خطتهم هي في استدراجنا مجددا إلى السجن كما استدرجونا أول مرة إلى أمن الدولة، حيث كنا قد تلقينا آنذاك اتصالا هاتفيا صباح يوم اعتقالنا يطلب حضورنا إلى "مخفر المدينة" للتحقيق في القضية فقط، فذهبنا طواعية وليس كما أشيع من أنه قد تم إلقاء القبض علينا، لأننا كنا نعتقد ولا نزال أننا لم نرتكب جرما يستحق السجن، حتى على أصول القانون الكويتي، وفي هذا كلام مطوّل ليس هنا محله.
في هذه المرة؛ أي بعد إطلاق سراحنا كنا قد وصلنا إلى بيت أهلنا حيث كانوا هناك قد تجمعوا كما هي عادتهم الأسبوعية في إقامة مجلس عزاء الإمام السجين موسى بن جعفر الكاظم (صلوات الله وسلامه عليهما) بنية سلامتنا، كما كان بعض الأصدقاء متواجدين هناك لاستقبالنا وتهنئتنا. وفي تلك الأثناء اتصل أحدهم من وزارة الداخلية وعرّف نفسه، ذلك بعد أقل من ساعتين من الإفراج عنا، وقال لنا بلطف مريب: "إذا أمكن أن تحضروا إلى مبنى إدارة تنفيذ الأحكام بالجابرية ومعكم جواز السفر! لا تقلقوا ولا تخافوا! إنها مجرد إجراءات روتينية يجب استكمالها بسبب العفو"!
كانت لهجة ذلك الرجل مثيرة للريبة طبعا، فاستخرنا الله تعالى على الذهاب إليهم كما طلبوا فأشارت الخيرة بالنهي الشديد، فازداد قلقنا، ثم استخرنا الله تعالى على الخروج من المنزل فأشارت الخيرة بالحض المؤكد، فأخذنا جواز سفرنا وبعضا من المتعلقات الشخصية وخرجنا قاطعين على الأهل فرحتهم بعودتنا إليهم، حيث إنهم بعد ذلك لم يروْنا!
الى أين توجهت إذن؟
• كان ذلك الخروج من بيت الأهل رحمة من الله تعالى لنا، إذ كانت قوة أمنية متوجهة إلى هناك للقبض علينا، فضاعت الفرصة من بين أيديهم. واشتعلت القضية سياسيا مرة أخرى، وإذا بأصوات الجماعات المناوئة تتعالى من جديد متوعدة ومهددة ومطالبة الحكومة ببذل جهدها للقبض علينا، ووقعت الحكومة حينها على ما يبدو في حرج شديد أخلّ بهيبتها كثيرا، مما حداها إلى التفاوض، فأوصل المسؤولون إلى الأهل غير مرة رسائل مفادها "أنه فليسلّم نفسه أولا ونحن نتعهد أنه بعد شهر سيتم العفو عنه ويتم إطلاق سراحه بعد تقديم كتاب استرحام منكم! ولكن دعونا أولا أن نهدئ السلفيين حاليا فهم ثائرون لما جرى"!.
وقد أبينا الاستجابة لهذا العرض، لأن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرّتين، إضافة إلى أن الاستخارة التي أجريناها في هذا الصدد لم تكن مشجعة. ومع إصرارنا على عدم تسليم النفس والوقوع في شرك المتآمرين، لم تجد الحكومة بدا من إقامة نقاط التفتيش في المناطق التي يتوقع تواجدنا فيها، وتوقيف الأهل والأصدقاء أكثر من مرة واستجوابهم، عدا عن مراقبة تحركاتهم. إلا أن الله تعالى أبى أن يوقعنا في قبضتهم مرة أخرى، فعشنا فترة في البلاد نتنقل فيها من بيت إلى بيت، استقبلنا فيها الأهالي المخلصون الأوفياء، وتحمّلوا فيها من أجلنا ما تحمّلوه من مخاطر، ليس لشيء سوى إيمانهم بعدالة قضيتنا والتماسا للأجر من الله تعالى، والقرب من أهل بيت النبوة عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام. فجزاهم الله خير جزاء المحسنين.
هل بقيت في الكويت؟
• وجدنا أن استمرار الوضع على هذا النحو ليس بالمقبول ولا المرضي، فآثرنا اللجوء إلى خارج البلاد اضطرارا، لأن البقاء كان يعني تعطيل العمل التبليغي الدعوي، ونحن إنما نعيش لأجله، فإذا تعطل كنا كالأموات! فلا خير في حياة بلا دفاع عن محمد وآله عليهم السلام. ومن هنا صممنا على الخروج والهجرة، واستطعنا بحمد الله تعالى وبكرامة من أهل بيت النبوة (عليهم السلام) أن نجتاز الحدود إلى العراق خفية، بمعية بعض المخلصين الشجعان، ليتحقق لنا شرف زيارة الأئمة الأطهار (عليهم السلام) مجددا، وكانت هذه هي المرة الرابعة التي نتشرف بها في الزيارة، والأولى بعد محنة هي الأشد علينا.
وتحقق لنا أيضا أداء نذرنا الذي نذرناه للخلاص والنجاة، فاتجهنا إلى حرم المولى أبي الفضل العباس (أرواحنا فداه) واتفقنا مع المسؤولين على أن نرفع أذان الظهر في يوم الجمعة رسميا، وكانت لحظة من أروع لحظات الحياة بالنسبة لنا، إذ يكفينا فخرا يوم القيامة أن نكون من جملة من يصدق عليهم لقب "مؤذن حرم العباس بن علي".. وقد قام بعض الأصدقاء هناك بتسجيل وتصوير الحادثة لتبقى شاهدة حية إلى ما شاء الله تعالى.
ثم إننا مكثنا في العراق فترة، تنقلنا فيها بين المدن المقدسة، النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء وبلد، إضافة إلى رحلات متفرقة إلى العاصمة بغداد، وعشنا في تلك الفترة بين أصدقائنا الأوفياء الذين أحاطونا برعايتهم رغم الأحداث الأمنية المأساوية اليومية، جزاهم الله خير الجزاء. وتهيأ لنا الاستقرار فترة في مدينة بلد المقدسة، مدينة سبع الدجيل السيد محمد بن الهادي عليهما السلام، والقريبة من سامراء المقدسة، حيث كنا نتردد على مرقد الإمامين العسكريين (عليهما الصلاة والسلام) للزيارة، وكثيرا ما كنا نجد أنفسنا وحيدين هناك، فالوضع الأمني كان خطيرا للغاية، والإرهابيون كانوا هم أصحاب السيطرة الحقيقية في المدينة. مع ذلك كنا نصر على الوصول إلى الإمامين الغريبين (أرواحنا فداهما) وكنا نرى بأعيننا ما نراه من تهديد للمقام الشريف المتروك في أيدي النواصب الحاقدين من البعثيين القدماء، فتحركنا مع الأخوة أعضاء الهيئة هناك باتجاه الضغط لاسترداد الحرم وتأمين الحماية له محذرين من خطورة بقائه هكذا، لكن أذنا لم تكن تسمع، ولا عينا كانت ترى! إلى أن وقع ما وقع، ولا حول لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثم إننا بعد ذلك توجهنا لزيارة العتبات المقدسة في إيران، فانطلقنا بمعية بعض الأخوة الأعزاء إلى هناك، حيث تسنت لنا زيارة إمامنا السلطان الرضا (صلوات الله عليه) في مشهد المقدسة، وأخته السيدة فاطمة المعصومة (صلوات الله عليها) في قم المقدسة، والسيد عبد العظيم الحسني (عليه السلام) في الري، وبعض أولاد الأئمة الأطهار (عليهم السلام) فضلا عن المؤمن المبشر بالجنة أبي لؤلؤة فيروز النهاوندي (رضوان الله تعالى عليه) في كاشان، وكانت هذه هي زيارتنا الأولى له.
ومكثنا في إيران فترة، قضيناها كما قضينا الفترة التي مكثناها في العراق، في التواصل مع بعض الزملاء العاملين في الهيئة، وإعداد المشاريع الدعوية والقيام بما أمكن في سبيل نشر دين الله وولاية أهل البيت عليهم السلام. ثم إننا بعد ذلك ارتأينا الهجرة إلى لندن لمواصلة الدرب في التبليغ الديني، وهكذا ارتحلنا إليها جوا ووصلناها في أواخر العام 2004.
كيف تجرأت علنا على رموز دينية عند المسلمين، ووصفهم بأوصاف مستفزة؟
• من هاجتمهم ليسوا رموز دينية عند المسلمين جميعاً، بل عند طائفة مخدوعة منهم، والتجرؤ عليها ليس بجريمة شرعية ولا أخلاقية، لأن الله تعالى أدان بعضهم في كتابه من فوق سبع سماوات في سورة التحريم، ، وكل ذلك ثابت حتى في أحاديث أهل الخلاف، ويُستفاد من مجموع هذه الأدلة أنه لا حرمة أو كرامة لهم شرعاً.
وأما من الناحية الأخلاقية فإن شأنهم كشأن أية شخصية تاريخية غابرة، من حق الباحث أن يقيّمها ويناقش سيرتها، فإن أثبت عليها جرائم وموبقات؛ لم يكن ذلك تجرؤاً لمجرد التجرؤ، وإلا لكان الله تعالى متجرئاً على زوجتي النبيين العظيمين نوح ولوط عليهما السلام. عموماً.. إني مع فتح الباب على مصراعيه لمحاكمة الشخصيات التاريخية أياً كانت، سيما إذا كان الناس مختلفين عليها.
ألم تستوقفك ظاهرة الغضب الإسلامي العارم على تصريحاتك في الكويت وخارجها؟
• لا، إني متعايش مع هذا الوضع منذ زمن.
لماذا تذكرت هذا العام مناسبة وفاة شخصية تحمل رمزية دينية لتدلي بالتصريحات التي أدليت بها؟
• ذكّرني بها صهري جزاه الله خيرا، فوجدتها فرصة مناسبة لإيقاظ الأمة المخدوعة بهذه الشخصية.
هل أنت مؤمن بكل ما قلته أم أن هنالك كلاما نسب إليك بهتانا؟
• لقد كذب عليّ كثيرٌ ممن لا يخاف الله تعالى ولا يحترم ضميره، فأي شيء أذكره لك وأي شيء أدع؟! ولو أني سردت لك الأكاذيب لما انتهيت.
أضرب لك مثالاً واحداً: يقولون أني دعوت إلى قتل "السنة" - على تعبيرهم – وهدم مساجدهم في العراق. هذا كذب. إنما دعوت لهدم مساجد الضرار في العراق، وهي تلك التي تتخذ مأوى للإرهابيين أو لتخزين الأسلحة والمتفجرات. وقلت في نفس الخطبة أن المساجد الأخرى بما فيها التي تنتمي إلى الطائفة البكرية ينبغي حفظها، غير أن المناوئين حرفوا الكلام بما يشتهون وزعموا أني دعوت إلى هدم مساجدهم جميعا، وهذا كذب فاحش.
من يدعمك ويقف خلفك؟
• أنصاري من المؤمنين.
من أين جئت بالبحبوحة التي تعيش فيها في لندن.. أقصد النشاطات الإعلامية التي تحتاج في عاصمة مثل لندن الى تمويل سخي؟
• شخصياً إني غارق في الديون. والنشاطات يموّلها الأنصار والمحبّون حول العالم بتبرعاتهم.
ماهي المسائل التي تختلف فيها مع الفكر الشيعي السائد؟
• أدعو إلى مراجعة للتراث العقدي والفقهي والفكري بما يُسهم في تنقية التشيع من شوائب المذاهب الدخلية والفلسفات المنحرفة، كما أدعو إلى تحرير الإنسان الشيعي من قيود التقية المغلوطة والشعور بالضعف والنقص والانهزام في المواجهة الحضارية.
كيف تتعامل مع التهديدات بالقتل والملاحقة والإنتقام التي صدرت ضدك في الكويت وخارجها؟
• أتعامل مع كل ذلك بروح الشفقة. إني مشفق على من ثار لأجل الوهم، وأحسب أن المستقبل سيشهد زوال هذا الوهم، وسيزول التقديس الأعمى للماضي وشخصياته، وعندها سيتبدل كره هؤلاء لي إلى حب إن شاء الله تعالى. على كل حال؛ يعلم جميع المحيطين بي ومن يقتدي بي في الصلاة أني في آخر سجدة من كل صلاة أدعو الله أن يرزقني الشهادة.
هل ستستمر في تصحيح مسار الفكر الشيعي كما تخطط.. والى أين أنت ذاهب؟
• نعم إن شاء الله تعالى، وذاهب إلى معركة لا هوادة فيها مع الباطل والطغيان وأعداء الإنسانية وأنصار التخلف.
هناك من يتهمك بأنك ممول من جهات معادية للإسلام لبث الفرقة بين أبناء الدين الواحد؟
• إن كنت كذلك فأسأل الله تعالى أن لا يمهلني حيّاً ساعة. ألا لعنة الله على الكاذبين المفترين.
كم شيخا سنيا باهلت حتى الآن؟
• لم أباهل شيخا "سنياً" فإني أنا السني الذي يمضي على سنة رسول الله وعترته الطاهرة صلوات الله عليهم. إنما باهلت شيخا "بدعياً" واحداً يُدعى محمد بن عبد الرحمن الكوس.
كيف تقيم المباهلة الأخيرة مع الشيخ الكوس؟
• كانت بحد ذاتها زلزالاً أصاب أهل البدعة، وغداً سيُرى النصر الإلهي لمن ينصر محمداً وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. أليس الصبح بقريب؟!
هل صحيحا أنك تجاهلت إشارة الشيخ الكوس الى مرض شيخ شيعي مرضا غامضا بعد مباهلة وقعت قبل أشهر؟
• غير صحيح، فقد أشرت إلى ذلك قبل وبعد المباهلة كما هو موثق في التسجيل المرئي. والذي باهل من طرفنا هو الشيخ المصري المتشيع حسن شحاتة، ولم يُصب بمرض غامض كما يزعمون، إنما قيل أنه اعتُقل بعد المباهلة من قبل أمن الدولة المصري فأذاقه ويلات العذاب حتى شُلَّ، أفهكذا تكون نتيجة المباهلة؟!
لقد أكدت قبل وبعد المباهلة أن أثرها الذي يُعتدّ به يجب أن يكون إلهياً صرفاً بلا تدخل بشري، أي أن يكون قضاءً وقدراً على الاصطلاح، فإذا ما قُتلتُ مثلاً أو اعتُديَ عليَّ فلا يحسبنّ أحدٌ ذلك دليلاً على أني المبطل وأن هذا عذاب الله، وإلا فإنه لو قام أحدٌ من الشيعة اليوم بقتل الكوس فهل يعدّ ذلك انتقاماً إلهياً منه أم سيقول الخصم أن ذلك كان بتدخل منا؟! ما لكم كيف تحكمون؟! اتركوا الأمر للسماء، المباهلة تعني الاحتكام إلى الله تعالى، فلننتظر جميعاً حكم الله سبحانه.
ما رأيك بحركات التشيع الأخيرة في دول عربية لا وجود للشيعة فيها؟
• الخير كل الخير فيها. التمدد الشيعي يجتاح العالم أجمع، ومن حق الشيعة الذين تشيّعوا حديثاً في الدول الأعرابية أن يتحرّروا من قيود الكبت والاضطهاد وأن يمارسوا شعائرهم التعبدية بحرية.
كيف تتعاطون مع رغبات التشيع حول العالم؟
• التشيع نور، ومن يعيش في الظلام يطلب النور عادة. وأضمن أن إذا سار الأمر على هذه الوتيرة؛ فإن المستقبل هو للتشيع. إني أرى المستقبل للتشيع كما تُرى الشمس في رابعة النهار، وكثيرون بحمد الله تشيّعوا على يدي.
بم تعلق على إسقاط جنسيك الكويتية، وما هي جنسيتك الآن؟
• لم أفرح ولم أحزن. لقد دفع نبينا وأئمتنا (عليهم السلام) دماءهم ثمنا لكلمة الحق، أفلا أدفع أنا جنسيتي ثمنا لها؟ بلى، إن ولايتي لأمير النحل تكفيني. أما عن جنسيتي، فإني الآن (بدون) بحمد الله تعالى.
ما رأيك بالحملة البرلمانية الكويتية ضدك؟
• كلمة الحق تكون مفزعة بادئ ذي بدء، ولذلك أستوعب فزعهم، وآمل بعدما تهدأ هذه الفزعة أن يعود إليهم صوابهم فينظرون للأمر بتوازن. أخالهم سيعرفون في خاتمة المطاف أن الإسلام أكبر من الجميع، ولا يضرّن الإسلام شيء إذا ما سقطت بعض الشخصيات المختلف حولها عن الاحترام، بل على العكس، يقوى الإسلام الحق بذلك.
كلمة أخيرة؟
• ما يسميه مناوئونا سباً؛ نحن نسميه دعوة للبراءة ومحاكمة للشخصيات التاريخية وتحريراً للعقل من التقديس الأعمى. لولا أني مؤمن برسالة لما عملت أعمالاً تنطوي على مخاطر تهدد الحياة وتسبب كل هذه الخسائر. لو كان هدفي دنيوياً لكان يكفيني – بدلاً من سلوك هذا الطريق الخطر – أن أسلك ألف طريق وطريق ليس فيه كل هذه الآلام والعذابات، غير أني في واقع الأمر أؤمن برسالة وأريد أن أؤديها، هذا فحسب. وسيُرى ذلك كله يوم القيامة، عندها سيعرف الناس حقيقة دوافعي، وسيرى بعضهم أي إنسان ظلموه.
__________________