عُرسُ الجنوبِ حكايةُ البُسُلِ، عيدُ الكرامةِ ،صَوْلَةُ البَطلِ
حَيِّ الفَتى،زَيْنَ الشَّبابِ شهيداً،رافِلاً في حُلَّةِ الأزَلِ
حَيِّ البطولةَ،ذاكَ فارِسُها، سيفُ السَّما والسَّهلِ والجَبَلِ
مَنْ لِلملاحِمِ غَيْرُ حَمْزَتها ، يا هاشمِيَّ الأصْلِ والفَصَلِ
مَنْ لِلعِدى اِلاّكَ،يا رجُلاً ، حينَ الشَّهادةُ مَخْبَرُ الرَّجُلِ
يا قاهِراً أعْتى العُتاةِ،بَخٍ لكَ هادِماً أُسْطورةَ الهَزَلِ
لولاكَ ،لا فَتْحٌ أَهَلَّ ولا، نَصرٌ بغيرِ فدائِكَ الهطِلِ
لولاكَ ،لا عِزٌّ ولا عرَبٌ، أَشْبِهْ بِنا لولاكَ بالهَمَلِ
عجبي لِتلكَ القانياتِ قَنًا ،خَطَّارةً بِأَكُفِّكَ الذُّبُلِ
لِلشّمسِ تغسِلُ عارَها بِلَظَى ، زَنْدينِ أوْرَتْ شُعلةَ الشُّعَلِ
لِكرامةٍ قد أيْنَعتْ وطناً ، حُرّاً يجودُ بِأكرمِ الأُكُلِ
لِلسيفِ يقطُرُ عِبَراً،:طابَ العُلى في فَتْكَةِ العَمَلِ
لِلّهِ درُّكَ ناطِقاً دُرراً: بِئسَ الهَوانُ وليمةُ الكَسَلِ
جاهِدْ ،اذا داعي الجهادِ دَعا :اِنَّ التقاعُسَ عِلَّةُ العلَلِ
مَنْ كانَ غيرَ القدسِ قِبلَتُهُ، فصلاتُهُ لَغْوٌ على زَلَلِ
فاسْتبسَلَ المُستَشْهَدونَ أُباةً يقحَمونَ وُعورَةَ السُّبُلِ
يا قُدسُ، يا كُلَّ المُنى،قسَماً لأليكِ تُسْرَجُ صَفْوَةُ البَذَلِ
**
يا قُدوةَ الأحرارِ والمُثُلِ ،لا زِلْتَ نورَ القلبِ والمُقَلِ
سَمَّتْكَ أُمُّكَ "نعمةً" ،صدَقتْ وصدَقْتَ تكشِفُ غَمْرَةَ الجَلَلِ
فاذا هَوَيتَ ،هوى لنا جبلٌ ،علَمٌ تبَوَّأَ قِمَّةَ القُلَلِ
غُرُّ الفوارسِ شَيَّعَتْكَ عُيُناً ما هَمَتْ الاّ على الرُّسُلِ
فبكى الجنوبُ فتاهُ دامعةً راياتُهُ بالعِزِّ والأسَلِ
وعروسُكَ العذراءُ ،ظُنَّ بها ،ماتَ الهوى بِعيونِها النُّجُلِ
ضَنَّتْ بكَ الأقدارُ من وَلَهٍ، واستعجلتْكَ ملائكُ الأجَلِ
فاهنأْ ،عريسَ الخُلْدِ مُغتبِطاً،عُرسُ الخلودِ بشائرُ الأملِ
نَمْ يا حبيبُ، سَبَقتنا شرفاً، والّلهِ،منكَ أموتُ من خجلِ
أنتَ الشَّهيدُ ،أخو الشَّهيدِ،ومثلي لاحِقٌ بِكمو على عجَلِ
***
في ذكرى مجزرة الزرارية