الموضوع : بيان ـ إن وقوفكم مع أبناء الجنوب، ينقذ وطنكم ويثبت وحدتكم
التاريـخ : 26/5/1970
المناسبـة : دعى الإمام الصدر في وقت سابق إلى إضراب عام يتم بتاريخ 26 أيار 1970 وقد وجه هذا البيان صبيحة يوم الإضراب .
ـ الــنـــص ـ
أبنائي الطلاب، إخواني العمال، أيها المثقفون.
يا أصحاب الضمائر الحية والمهن الحرة،يا أبناء الجنوب المهدد الممتحن،
أيها المسلمون الذي ليس منهم من لا يهتم بأمر الناس،أيها المسيحيون الحاملون صليب المعذبين،أيتها الأحزاب والنقابات في لبنان،أيها اللبنانيون الأعزاء.
منذ سنة ونيف، وفي مئات من الاجتماعات والدراسات والبيانات والمقابلات الرسمية، وعبر ما لا يحصى من المحاضرات والتصريحات، طالبنا باسم المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وباسم الأمن المهدد والحق المتآمر عليه في الجنوب، كما طالب غيرنا من المخلصين الواعين، بضرورة الاهتمام بوضع الجنوب والعمل الجدي لتأمين سلامته بتحصينه وتدريب أبنائه وزيادة طاقاته الدفاعية وتقويتها.
وكان هذا كله يجري وأطماع العدو واضحة متكشفة، وتهديداته مستمرة ومتكررة، والكارثة متوقعة، كارثة تبدأ بالجنوب، وتعصف بالوطن كله، ونصح الناصحين المخلصين يزداد، والأبحاث الدقيقة والخطط العملية المدروسة توضع بين أيدي المسؤولين، ومنها التجارب الحية في البلاد العربية المعرّضة للعدوان.
ثم بدأت الكارثة تزحف في فراغ مدهش بمرأى من الجميع ومسمع، تقتل وتهدم وتشرد وتهدد الوطن كله..
بعد هذا ماذا يتوقع المسؤولون؟
هل يريدون من الجنوبيين أن يسكتوا على كلّ هذا الإهمال واللامبالاة، ويتحملوا المصائب والموت والدمار، وهم يشعرون ويلمسون أنهم لا يتمتعون بأبسط حقوق المواطنية وأولاها، خاصة بعدما أدوا في جميع المراحل والأوقات واجباتهم كاملة تجاه الوطن والمواطنين؟
أم ينتظر الجنوبيين الإسعافات والتبرعات من خيم وشوادر وأدوية ومعلبات تشعرهم أنهم مشردون غرباء دون كرامة، يستجدون المأوى أو الملبس وبقية وسائل العيش الضرورية؟
أم يعودون إلى المناشدات والبيانات والاحتجاجات لتحرق قلوبهم وعود فارغة، وتعصر أفئتدتهم مواقف اللامبالاة؟
لا.. لن يقبل أحد من اللبنانيين فضلاً عن الجنوبيين، ولا الله سبحانه وتعالى، هذه الوسائل والأساليب التي تتجاهل حق المواطنين والحياة.
الاضراب هو الحد الأدنى.. هو بداية خط التعبير عن الاستياء والاستنكار.. هو الخطوة الأولى التي نرجوا أن يستفيق معها المسؤولون فيتصرفون بروح المسؤولية وبوعي وطني سليم.
إن تحويل الأموال المجمدة في المصالح المستقلة، وفي مجلس الاسكان ومصلحة التعمير، إلى قرى محصنة في المناطق المعرضة للعدوان.
إن تعزيز وسائل الدفاع الوطني،إن تأهيل المواطن للدفاع عن نفسه وأرضه، وتأمين أسباب سلامته، هذه المطالب الملحة وأمثالها من التدابير العاجلة المقترحة على المسؤولين، والتي يفرض تنفيذها واجب الدفاع عن الوطن وتأمين سلامته وسلامة أبنائه، هي الخطوط الرئيسية التي تهدف إلى تحقيقها إضراب يوم الثلاثاء 26/أيار/1970.
أيها اللبنانيون :
إن وقوفكم مع أبناء الجنوب في محنته، ينقذ وطنكم ويثبت وحدتكم ويسجل وقفاً رائعاً ومثالاً أمام المحن التي تتعرض لها المناطق الأخرى.
إن المطلوب لنجاح الاضراب و تحقيق غاياته، الالتزام بالهدوء والانضباط وعم القيام بالتجمعات والتظاهرات.
أيها الأعزاء: كونوا مع الحق، ليكون الحق معكم، وانصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.
موسى الصدر