"نيويورك تايمز": دعوات للولايات المتحدة وفرنسا من أجل دعم ثورة تونس

دعا الكاتب البريطاني اليهودي روجر كوهين، في مقال بعنوان "جدانسك العرب"، نشر في صحيفة "نيويورك تايمز"، الولايات المتحدة وحلفاءها، وعلى رأسهم فرنسا، الى تقديم الدعم اللازم للتونسيين لضمان عدم نهاية هذا العمل الشجاع دون تحقيق نتائج إيجابية أو ضياعه بتكرار الحكم الاستبدادي، لافتا الى أنهم لا يجب أن يقبلوا سوى بإجراء انتخابات حرة ونزيهة تنظمها حكومة وحدة وطنية، وذهب إلى أن حكم العالم العربي في أمس الحاجة إلى أن تتخلله الشفافية والمسؤولية والحداثة.
وتساءل كوهين في مستهل مقاله عما إذا كانت الثورة في تونس أشبه بثورة "جدانسك" في بولندا، والتى اندلعت عام 1980، عندما طردت العاملة آنا فالنتينوفيتش، مما أدى إلى حدوث اضطرابات عارمة وتشكيل حركة تضامن شعبية اهتزت لها الإمبراطورية السوفيتية بأسرها، وكان كل ما تسعى إليه العاملة البولندية "الحصول على قدر أكبر من المال، وتحسين سلامة العمل، واتحاد تجاري حر، والحصول على وظيفة مجددا"، حسبما قالت للكاتب قبل وفاتها العام الماضي في حادث تحطم طائرة.
وأشار الكاتب إلى أن كل ما كان محمد بوعزيزي يريده الحصول على وظيفة كريمة، حتى يتمكن من تأمين حياة له، ولكن شأنه شأن الكثير من خريجي الجامعات في تونس، وجد نفسه عاطلا عن العمل، بينما غرق الرئيس لأذنه في النعيم والثراء، ولم يكن أحد يتوقع أن يؤدي منع الشرطة لبوعزيزي من بيع خضرواته وفاكهته دون ترخيص إلى انتفاضة في العالم العربي.
ورأى كوهين أن خلع رئيس من عرشه من خلال ثورة شعبية أمر جديد على العام العربي، وجد طريقه إلى جميع الدول وأسرى بها مشاعر الخوف من عمان إلى القاهرة، ومن الخليج إلى طرابلس، ومن المرتقب أن تتسبب في إحداث المزيد من الصخب، وقال إن الإطاحة بحكم مستبد عربي من خلال الغزو على ما يبدو لا تجدى نفعاً، فالغزو الأميركي للعراق لم ينجح في أن يكون مصدراً للفخر العربي، مثل الانتفاضة الوطنية.