بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على محمد وآله الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم ياكريم .....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الاستخارة ( بمعنى طلب الخير المطلق ) من الله تعالى بعد الدعاء والانقطاع ، ثم تفويض الامر اليه ، ليكون ما يجري بعدها مطابقا لمصلحة العبد في الدنيا او الآخرة.
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن فقال لي: "يا علي ما حار من استخارَ، ولا ندم من استشارَ".
ومنها: عن الإمام الصادق عليه السلام قال: يقول الله عزوجل :"من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال ولا يستخير بي".
وأيضا منه عليه السلام: "من دخل في أمر بغير استخارة ثم ابتلي لم يؤجر"
وقد سأله عليه السلام بعضُ أصحابه: من أكرم الخلق على الله؟
قال: أكثرهم ذكرا لله، وأعملهم بطاعته،
قلت : فمن أبغض الخلق إلى الله؟
من يتهم الله،
قلت: وأحد يتهم الله؟
قال: نعم، "من استخار الله فجاءته الخيرة بما يكره فسخط فذلك يتهم الله".
ووردت روايات كثيرة عن أئمّة أهل البيت عليهم السّلام في الاستخارة والترغيب فيها والرضا والتسليم بعد الاستخارة، وعدم مخالفتها.
أمّا الاستخارة بالمسبحة فقد وردت صور لها، منها أنّ المستخير
يُصلّي على النبيّ وآله عليهم السّلام سبع مرّات ويقول: « يا أسمعَ السامعين، ويا أبصرَ الناظرين، ويا أسرعَ الحاسِبين، ويا أرحمَ الراحمين، ويا أحكمَ الحاكمين، صَلِّ على محمّد وآل محمّد »،
ثمّ يقبض على المسبحة ويعدّ من المقدار الذي قبض اثنتين اثنتين،
فإن بقيت واحدة فهو « إفعلْ »،
وإن بقيت اثنتان فهو « لا تفعلْ ».
#عن صاحب الامر ( عليه السلام ) قال : تقرأ الفاتحة عشر مرات ، وأقله ثلاثة ، ودونه مرة ، ثم تقرأ القدر عشرا ، ثم تقول هذا الدعاء ثلاثا :
اللهم إني أستخيرك لعلمك بعاقبة الامور ، وأستشيرك لحسن ظني بك في المأمول والمحذور ، اللهم إن كان الامر الفلاني مما قد نيطت بالبركة أعجازه وبواديه ، وحفت بالكرامة أيامه ولياله ، فخر لي اللهم لي فيه خيرة ترد شموسه ذلولا ، وتقعض أيامه سرورا ، اللهم إما أمر فأئتمر وإما نهي فأنتهي ، اللهم إني أستخيرك برحمتك خيرة في عافية ، ثم تقبض على قطعة من السبحة تضمر حاجة ، إن كان عدد القطعة زوجا فهو افعل ، وإن كان فرداً لا تفعل ، وبالعكس .
# وبامكان الشخص ان يستخير بنفسه لنفسه - بتوجه وانقطاع - لان الاستخارة مصداق من مصاديق الدعاء بين يدي المولى او يوكل الغير في الطلب نيابة عنه.
وأمّا الاستخارة بالقرآن الكريم، فقد روي أنّ الشخص المستخير يأخذ المصحف الشريف ويدعو ويقول في دعائه:
« اللهمَّ إن كان في قضائك وقَدَرك أن تمُنّ على أُمّة نبيّك بظهور وليِّك وابنِ بنتِ نبيِّك ( يقصد الإمام الحجّة القائم المنتظر عجّل الله تعالى فَرَجه وظهوره ) فعجِّلْ ذلك وسَهِّلْه ويَسِّرْه وتحمّله، وأخرِجْ لي آية أستدلُّ بها على أمرٍ فأئتمر، أو نَهْي فأنتهي. ثمّ يفتح المصحف ويعدّ سبع أوراق، ثمّ يعدّ في الوجه الثاني من الورقة السابعة ستّة أسطر وينظر السطر السابع، فإن كان آية خير ووعد بالجنّة والنعيم فهو « إفعلْ »، وإن كان آية عذاب ووعيد وما شابه فهو « لا تفعلْ ».
انظر التفصيل في الاستخارة في كتاب: ( بحار الأنوار للمجلسي 241:88 ـ 284 )
# وقد وردت روايات في الاستخارة بالدعاء فقط من غير عمل آخر، ثمّ العمل بما يقع في قلب المرء.
أن يقرأ الشخص سورة الإخلاص 3 مرّات، ثمّ يصلّي على النبيّ وآله 3 مرّات، ثمّ يقول: « اللهمّ تفألّتُ بكتابك، وتوكّلتُ عليك، فأرِني من كتابك ما هو مكتوم من سِرّك المكنون في غيبك ». ثمّ يفتح المصحف وينظر في السطر الأوّل في الجانب الأيمن ( الصفحة اليُمنى ).
• ومنها أن يصلّي صلاة جعفر الطيّار ويدعو بدعائها، ثمّ يأخذ المصحف وينوي فرج آل محمّد ويقول: « اللهمّ إن كان في قضائك وقدرك أن تفرّج عن وليّك وحجّتك في خلقك في عامنا هذا أو في شهرنا هذا، فأخرج لنا رأس آية في كتابك نستدلّ بها على ذلك » ثمّ يعدّ سبع ورقات، ويعدّ عشرة أسطر من ظهر الورقة السابعة، وينظر ما يأتيه في السطر الحادي عشر، ثمّ يُعيد الاستخارة لنفسه فإنّه يبيّن حاجته إن شاء الله تعالى.
• وسُئل الإمام الصادق عليه السّلام عن الاستخارة بالقرآن، فقال للسائل: انظر إذا قمتَ إلى الصلاة ـ فإنّ الشيطان أبعد ما يكون من الإنسان إذا قام إلى الصلاة ـ أيّ شيءٍ يقع في قلبك فخُذ به، وافتح المصحف فانظر إلى أوّل ما ترى فيه فخُذ به إن شاء الله.
• وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: إذا أردت الاستخارة من الكتاب العزيز فقُل بعد البسملة: « إن كان في قضائك وقدرك أن تمنّ على شيعة آل محمّد بفَرَج وليّك وحجّتك على خلقك، فأخرج لنا آية من كتابك نستدلّ بها على ذلك »، ثمّ تفتح المصحف وتعدّ ستّ ورقات، وتعدّ من السابعة ستّة أسطر وتنظر ما فيه، ثمّ تُعيد الاستخارة لنفسك.
وهنالك نوع للخيرة : وهو الطلب من الله تعالى ان يحدّد له المصلحة في الأمر - اقداماً أو احجاماً - من خلال علامة معينة :
كالرقاع ( في استخارة ذات الرقاع )
وكيفيتها :
عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إذا أردت أمرا فخذ ست رقاع فاكتب في ثلاث منها : بسم الله الرحمن الرحيم ، خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة افعل وفي ثلاث منها : بسم الله الرحمن الرحيم ، خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة لا تفعل ، ثم ضعها تحت مصلاك ، ثم صل ركعتين ، فاذا فرغت فاسجد سجدة وقل فيها مائة مرة : أستخير الله برحمته خيرة في عافية ، ثم استو جالساً وقل : اللهم خر لي واختر لي في جميع اموري في يسر منك وعافية ، ثم اضرب بيدك إلى الرقاع فشوشها وأخرج واحدة واحدة فان خرج ثلاث متواليات افعل فافعل الامر الذي تريده ، وإن خرج ثلاث متواليات لا تفعل فلا تفعله ، وإن خرجت واحدة افعل والاخرى لا تفعل فاخرج من الرقاع إلى خمس ، فانظر أكثرها فاعمل به ، ودع السادسة لا تحتاج إليها .
وينبغي للمستخير أن يلتزم بالآداب التالية:
1-أن يكون على الطهارة مستقبلا القبلة.
2-أنّه يُقْبل بقلبه على الله جل جلاله بصدق النية.
3-أن يستغفر ويتوب في الحال.
4-أنّه لا يتكلم بين أخذ الاستخارة مع غيره ولا يشغل نفسه بأمر الدنيا.
5-إذا خرجت الاستخارة مخالفة لمراده فيقابله بالشكر لله جلّ جلاله حيث جعله أهلاً أن يستشيره.