الحدثُ غداً في بيروت. والسؤالُ المطروح: كيف ستكونُ تفاصيلُه، في الشكل والمضمون؟
معلوماتٌ خاصة بالOTV أكدت أولاً في الشكل، أن زيارة الملك السعودي والرئيس السوري الى قصر بعبدا، ستكون مناسبة جامعة. غير أن الترتيباتِ الرسمية، حرصت على أن تَستبعدَ عنها ثلاثَ فئات، وذلك لأسبابٍ سياسية، أكثر مما هي بروتوكولية...
أولاً، لم يُدع الى بعبدا أيُ رئيس حزب، ما لم يكن نائباً ورئيساً لكتلة نيابية. وهو إجراءٌ واضحُ الأبعاد، لجهة معالجتِه عقدةَ الأشخاصِ غيرِ المرغوبِ في حضورهم...
ثانياً، لم يُدعَ المسؤولون الروحيون. وهذا أيضاً إجراءٌ، يؤدي بدورِه الى تجنُّبِ إحراجاتٍ من نوعٍ آخر، مع أشخاصٍ آخرين...
ثالثاً، لم يُدعَ الى قصرِ بعبدا، أيُ شخصٍ من الرسميين اللبنانيين، ممن ارتبطوا بملفات شهود الزور في المرحلة الماضية...
أما في المضمون، فتؤكدُ الأوساطُ المتابعة لحدث بعبدا غداً، من بيروت وضاحيتها الجنوبية، الى دمشق، على المسائل التالية:
أولاً، لا يمكن التنبؤ إطلاقاً بما سيحصل في العاصمة اللبنانية. ذلك أن الرئيسَ السوري نزل عند رغبة الملك السعودي بمرافقته الى بيروت، قبل أن يلتقيا. وبالتالي من دون أن يتفقا على أيِ تصورٍ مشترك، وفي غياب أي صيغة واضحة لحل الأزمة الناشبة في لبنان حول المحكمة الدولية. علماً ان الزعيمين لن يلتقيا في دمشق إلا هذا المساء. ولذلك، فالأمور لا تزال غامضة...
ثانياً، أكدت الأوساط نفسُها للOTV، ان القيادة السورية، ستكون لائقة جداً، لكنها ستكون أيضاً حازمة جداً... وتعترفُ هذه الأوساط بأن الهوة بين الموقفين لا تزال كبيرة. ولا يمكن إلغاؤها بخطوة.
ثالثاً، تشير الأوساط الى ضرورة انتظار تطوراتٍ كثيرة، ستتبلور بدءاً من الأسبوع المقبل. على مستوى موقف دمشق، كما موقف كل من السيد نصرالله والعماد عون، من قضية شهود الزور تحديداً. ولذلك، فلن يحصلَ أيُ جديدٍ حاسم، في انتظار هذه المواقف...
اوساط مسؤولة في حزب الله، تقاطعت كلياً مع ما سبق. وكشفت للOTV أن لقاءَ الحريري والحاج حسين خليل قبل يومين، لا يمكن وصفُه بالإيجابي إطلاقاً. ذلك أن رئيسَ الحكومة، ظل متمسكاً بمواقفه المعلنة، من اعتباره أن المحكمة الدولية موثوقة، وأن لديها أدلتها...واشارت أوساطُ الحزب الى أن هناك فعلاً من يراهن على وهم فك الارتباط بين طهران ودمشق وبيروت...أو يراهن على التأجيل لاختلاقِ أدلةٍ جديدة للملف، بعد سقوط أدلة الاتصالات المفبركة...
رغم كل ذلك، تحرص الأوساطُ نفسُها، على عدم التشاؤم، ولو من دونِ تفاؤل...إنه التشاؤل إذن، كحلٍ وسطٍ بين الاثنين، في انتظار زيارة الزعيمين الى بيروت. لكن بدايةً، ماذا عن أجواء لقائهما في دمشق هذه الليلة؟؟؟.