.·:*¨`*:·.افــــــــواج المقــــــــاومـــــة اللبـــــــنـــانــــيـــة امـــــل.·:*`¨*:·.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشهيد القائد مصطفى شمران (مسيرة قائد 2 ) من افواج المقاومة اللبنانية امل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
NourAlSador
مــشــــرف
مــشــــرف
NourAlSador


المساهمات : 95
تاريخ التسجيل : 23/07/2010

الشهيد القائد مصطفى شمران (مسيرة قائد 2 ) من افواج المقاومة اللبنانية امل Empty
مُساهمةموضوع: الشهيد القائد مصطفى شمران (مسيرة قائد 2 ) من افواج المقاومة اللبنانية امل   الشهيد القائد مصطفى شمران (مسيرة قائد 2 ) من افواج المقاومة اللبنانية امل Icon_minitime1السبت يوليو 24, 2010 11:15 am

لبنان

طبقاً لدعوة من سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر، فإنه وصل إلى لبنان أواخر سنة 1349 وبعدها انضم إلى افواج المقاومة اللبنانية امل بطلب من سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

ونقرأ من مذكراته:

"لقد كنت أحيا حياة رغدة في أمريكا، وكنت أملك شتى الإمكانات، ولكني طلقت اللذائذ ثلاثاً وذهبت إلى جنوب لبنان حتى أعيش بين المحرومين والمستضعفين وأتذوق فقرهم وحرمانهم وافتح قلبي لاستقبال آلام وهموم هؤلاء البؤساء. لقد أردت أن أظل دائماً في مواجهة خطر الموت تحت القنابل الإسرائيلية، جاعلاً لذتي الوحيدة في البكاء وأنا أبث السماء أهاتي الحارقة في سكون الليل وظلمته، وحيث إنني عاجز عن مد يد العون لهؤلاء المظلومين المسحوقين فيمكن أن أواسيهم بالحياة بينهم كما يعيشون فاتحاً أبواب قلبي لاستقبال حزنهم وشقائهم. لقد أردت ألاّ أحشر في هذه الحياة الدنيا مع زمرة أولي النعمة والجائرين وألاّ أتنفس من أجوائهم وألاّ أقرب لذائذهم وألاّ أبيعهم علمي وفكري في مقابل حفنة من المال ولحظة من لذة الحياة".

ولأن الشهيد القائد جاء إلى لبنان بنية إقامة قواعد للجهاد، فإنه توجه منذ اللحظة الأولى إلى أقصى نقطة في الجنوب إلى قاعدة الإمام القائد السيد موسى الصدر مدينة "صور" وأخذ على عاتقه إدارة المدرسة الصناعية في مؤسسة جبل عامل ــ البرج الشمالي على بعد خمسة كيلومترات من "صور" بجوار المخيمات الفلسطينية. وكان اليتامى من أبناء الشيعة اللبنانيين يدرسون في هذه المدرسة، وهم الذين صاروا فيما بعد الكوادر الأصلية للخط الأول في المقاومة الشيعية ضد الكيان الصهيوني.

وفي المدرسة الصناعية لجبل عامل كان التلاميذ يدرسون العلوم ويتعرفون تكنولوجيا العصر ويتدربون في الورشات المختلفة التي بناها الشهيد شمران بنفسه، كما يؤدون فيها بعض الأعمال لسد حاجتهم المالية، مما كان سبباً في نمو تجربتهم العلمية. وكان هؤلاء الشباب هم الذين قاوموا ببسالة الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان، ولاشك أن اسم هذه المدرسة وهؤلاء الشباب قد بات محفوراً على صفحات تاريخ الكفاح في لبنان كنموذج بارز للشجاعة والتضحية والإيمان.

ولأن هذه المدرسة كانت تقع بجوار المخيمات الفلسطينية مع وجود الأهداف المشتركة والشعور بالصداقة الحميمة من جانب الدكتور جمران، فإنها قدّمت خدمات جليلة لهذه المخيمات لدرجة أن منظمة الأمم المتحدة بعثت برسالة تقدير خاصة للدكتور الشهيد.

وفي لبنان كان سماحة القائد الإمام موسى الصدر قد بدا نشاطاته الثقافية والاجتماعية الواسعة منذ سنوات بغية إحقاق حقوق الشيعة المحرومين في لبنان وإعادة العزة والكرامة إليهم، حيث كانوا يخجلون في إظهار تشيعهم ويتقمصون شخصية أخرى بطرق ووسائل مختلفة من قبيل الزواج من غير الشيعة أو محاولة الحصول على بطاقة للعضوية في أحد الأحزاب اليسارية. وكان وجود شاب مثقف ومناضل وواعٍ ومنظم وجذاب كالدكتور شمران بجانب سماحة القائد الإمام موسى الصدر في مثل هذه الظروف من شأنه أن يؤدي دوراً مفعماً بالأمل والشجاعة والحركة على هذا الطريق الوعر المليء بالعقبات.

ولادة أفواج المقاومة اللبنانية امل



كان الشيعة اللبنانيون يشكلون أكثر من ثلث مجموع السكان في لبنان، ولكن أحداً لم يكن يعيرهم اهتماماً آنذاك، وكانوا محرومين من أغلب الامتيازات القومية. إذ أن من يمثلهم ( من الإقطاع السياسي ) كان نقمة للطائفة ،ومن المعلوم أن لبنان بلد تسكنه قوميات مختلفة تعتنق مذاهب متعددة ولها ثقافات متباينة، فهناك المسلمون (شيعة وسنة) وهناك المسيحيون (مارونيين وأرثوذكس وأرامنة وسواهم) وهنالك أيضاً الدروز.. وما عدا ذلك. وكانت كافة هذه القوميات في تلك الفترة لديها تشكيلات ومؤسسات سياسية ودينية مستقلة ماعدا الشيعة، وهنا أتت مطالبة الإمام القائد بإنشاء مجلس إسلامي شيعي أعلى للطائفة ، إلى أن خضع الحكام في لبنان لمطلب الإمام القائد بعد نضال متواصل في هذا المجال، فبرز إلى الوجود لأول وهلة "المجلس الشيعي الأعلى في لبنان" برئاسة القائد الإمام السيد موسى الصدر .
وكان الشيعة هم الوحيدين في لبنان الذين يعيشون بيد عزلاء، فلم يكن باستطاعتهم الدفاع عن حقوقهم المستلبة، وذلك في وقت كان العدو الصهيوني قد ركز كل هجماته على المناطق المحرومة في الجنوب بشكل عام. وعلى هذا فقد تأسست "حركة أمل" المباركة المنبثقة عن "حركة المحرومين" التي كانت حركة شعبية مدافعة عن "المجلس الشيعي الأعلى". وكان الدكتور شمران من المؤسسين مع سماحة القائد المغيب .

يقول الدكتور شمران موضحاً بداية نشاطاته حتى تشكيل حركة أمل:

"كانت توجد مدرسة باسم مدرسة جبل عامل الصناعية في جنوب لبنان، وكانت تسمى أيضاً بالمدرسة المهنية، وقد أصبحت مديراً لهذه المدرسة الواقعة بجوار أحد المخيمات الفلسطينينة، وهو أكبر هذه المخيمات في جنوب لبنان... كما أسسنا أيضاً اتحادات إسلامية في لبنان على غرار الاتحادات الإسلامية الموجودة في أمريكا وأوربا. وكان الشباب الشيعة في لبنان من أفضل الشبان، حيث عملت معهم على المحور الايديولوجي لمدة عامين، وهو النشاط الذي تفتق عن تأسيس "حركة المحرومين" فيما بعد. أي أن هؤلاء الشباب كانوا هم العمود الفقري لحركة المحرومين الكبرى. وقد نظمت حركة المحرومين عدة تظاهرات واسعة، ومنها تظاهرات بعلبك التي شارك فيها خمسة وسبعون ألف شاب مسلح، وكذلك تظاهرات مدينة صور التي شارك فيها مائة وخمسون ألف مسلح، وأقسم فيها الشيعة اللبنانيون على مواصلة طريق الجهاد من أجل إحقاق حقوقهم المسلوبة حتى آخر قطرة من دمائهم. وهذا هو أحد نماذج النشاط السياسي لحركة المحرومين. وعندما تفجر الصراع في لبنان، وامتلأت الساحة بالمسلمين من شتى الاتجاهات، ولم يكن بوسع أية طائفة سوى التسلح حفاظاً على البقاء، فإن حركة المحرومين أقدمت على تشكيل حركة عسكرية باسم "أمل" التي كانت في الواقع هي الفرع العسكري لحركة المحرومين. وكنّا قد انتقينا أعضاء حركة أمل من بين أفضل الأشخاص كفاءة وتديناً من المتخرجين في دورة إعداد الكوادر. واستطيع أن أقول حقاً بان شباب حركة أمل هم الذين تعرف معظمهم الإسلام الصحيح وانطلقوا في جهادهم على هذا الأساس".

بدء الصراعات الداخلية



ولم يكد يمضي سوى أربعة أعوام على بدء الدكتور شمران لنشاطاته حتى اشتعل فتيل الصراع والحروب الداخلية في لبنان.

وفي الحقيقة فإن هذه الحروب كانت هي التي مهدت الطريق أمام (العدو الصهيوني) لاجتياح لبنان، وكانت هي التي أضافت المزيد من الحرمان والفقر لأوضاع الشيعة؛ كما كانت هي التي حركت الحرب الطائفية، وأوقعت الصدامات بين الشيعة والعناصر اليسارية المأجورة للعراق أو للمنظمات اللبنانية والفلسطينية العميلة من جهة أخرى. ولقد ازدادت الأمور سوءًا فيما بعد، حيث اسفرت هذه المأساة عن خلافات وانشقاقات في الصف الوطني اللبناني المناوئ للعدو وحرف أنظار الوطنيين عن الفتنة والاعتداءات الإسرائيلية، ولهذا فإن النهضة والانتفاضة المقاومة في لبنان اللبنانية ضد العدوان قد تحولت على الأثر إلى حركة شعبية بدون أدنى أثر للدور المؤثر والفعال للتنظيمات السياسية والعسكرية السابقة.

وكان رفض الإمام القائد السيد موسى الصدر لهذه الصراعات والحروب الداخلية ينبع من التأكيد على أن البندقية يجب أن تتوجه إلى صدر العدو الصهيوني ، وهذا ما كان يؤمن به الشهيد شمران ، وهذا ما أكده الأخ الرئيس الحاج نبيه بري غلا أن الظروف التي جعلت من الحركة طرفاً للصراع كان أمراً مفروضاً وكان بمثابة كأس مر تجرعته الحركة وأرغمت على الدخول في هذه السجالات .

حيث يقول الشهيد شمران في كتابه (لبنان):

"إن إيماني بالثورة هو الذي دفعني لاتخاذ خطوة على هذا الطريق مما عرضني دائماً للخطر والموت، غير أنني لم أكن لأخشى الموت مع إيماني بالهدف وتحرير فلسطين؛ ففتحت ذراعيّ لاستقبال شتى المخاطر، على أنني لم أعد أؤمن اليوم بهؤلاء الثوار، ولم أعد راضياً ولا مقتنعاً، فلقد فقدوا شخصيتهم الثورية، ولا أعتقد أنهم يهدفون إلى تحرير فلسطين.

وكلما حاولت إرضاء نفسي وإقناع قلبي بأن المقاومة الفلسطينية هي تلك الشعلة المقدسة التي ينبغي الحفاظ عليها من أجل تحرير البشر والسهر على بقائها بالقلب والنفس والروح، فإنني لا أستطيع ذلك، وللأسف، أو على الأقل أجدني أخدع نفسي وأهيم في خيالات الثورة المعسولة وأتمنى أن أتجرع كأس الشهادة الأوفى". وهاهو يشتكي إلى الله قائلاً:

"يا إلهي، إننا نتحمل كل هذا الظلم والعسف والتهاجم والتهم بصدر رحب وفي سبيلك ومن أجل تحقيق الهدف المقدس وهو تحرير فلسطين، ولسوف نظل بجانب الفلسطينيين رغم كل ذلك دون أن ندخر جهداً في بذل شتى ألوان التضحية على طريق تحرير فلسطين".

ولقد عملت أيادي التفرقة الصهيونية من جهة وخيانة العملاء المارونيين والفلسطينيين من جهة أخرى على إيجاد جو قاتل وباعث على القنوط لدرجة أن الشهيد جمران يصور ذهاب آماله مع الريح في بعض كتاباته، فيقول:

"يا إلهي، لقد شددت الرحال إلى هذه البلاد تحدوني الطموحات الكبرى؛ تلك الطموحات النقية والمقدسة والإلهية التي لا يشوبها شيء من حب النفس أو الاندفاع.

لقد كنت أرجو أن أبذل نفسي في سبيل الثورة الفلسطينية كوثيقة على تحرير فلسطين.

وكنت آمل أن أحج إلى القدس سيراً على الأقدام وأسجد هناك لله تعالى شكراً على لطفه ورحمته.

وكنت أحلم أن أجاهد في سبيل الحق والعدل وأن أكون خلاًّ وعوناً للمحرومين والبؤساء والمساكين.

وكنت أرجو…

كنت أرجو أن أكون شمعة تحترق من أعلاها إلى أسفلها حتى أدفع الظلمة إلى الانقشاع ولا أدع مجالاً للكفر والجهل والظلم للسيطرة على الوجود…

وأما الآن، فقد تخليت عن الآمال، واستسلمت للقضاء والقدر بقلب مصدوع يائس.

أخطو نحو الموت فقيراً بائساً بعد أن أدركت بأنني أيضاً لم أكن أفضل ولا أرفع منهم خلال كل هذا التاريخ المشحون بالآلام".

وتعتبر بعض حكايات كتاب "لبنان" التي عايشها الشهيد شمران بنفسه على قدر من الألم والشجاعة بحيث تصلح كل منها لإنتاج فيلم رائع ومؤثر حول الشهامة والشجاعة والحرمان والمظلومية التي تميز الشيعة اللبنانيين.

ومن ذلك قصة (النبعة) والحصار الذي فرضه عليها الكتائب لعدة أشهر، وذكريات الشهيد جمران حول تلك المنطقة ومسجدها وقاعدتها لإعداد الكوادر ومستشفاها، وكذلك قصة شارع أسعد الأسعد في منطقة الشياح وإقدامه على إنقاذ طفل وأمه في براثن الموت، وأيضاً ملحمة بنت جبيل.

اختفاء الإمام القائد السيد موسى الصدر



في يوم 31 أب 1978م وقعت حادثة اختطاف الإمام القائد السيد موسى الصدر الذي كان بمثابة قاعدة محكمة وضمانة قوية للبنان والمنطقة؛ وكان ذلك على أعتاب انتصار الثورة الإسلامية في إيران، وفي تلك الأيام كان الشهيد شمران يحترق بنار الحسرة والألم على اختفاء الإمام القائد السيد موسى الصدر من ناحية، ومن ناحية أخرى فانه كان هائماً في حب انتصار الثورة الإسلامية . وكان هذا الاحتراق والشوق اللذان تتجلى فيهما العاطفة والشعور بالمسؤولية يمثل كل منهما أملاً غالياً بالنسبة له؛ فبينما كان يبذل المساعي لتقصي حقيقة اختفاء الإمام القائد السيد موسى الصدر، كان في نفس الوقت متأهباً للقيام بدوره كقائد حركي في انتصار الثورة الإسلامية؛ فقد قام هو ومجموعة كبيرة من مجاهدي الحركة بالمزيد من التحريات حول اختفاء الإمام القائد السيد موسى الصدر ثم ما لبثوا أن أوقفوا الإمام الخميني (قده) على نتيجة هذه المساعي، كما بعث به الإمام عدة مرات عندما كان مقيماً في نوفل لوشاتو كممثل له إلى ليبيا من أجل تقصي لأمور، ولكن بلا جدوى للأسف.

لقد كان دائماً ما يوجه الأنظار قدر استطاعته إلى مظلومية المحرومين في لبنان، وينادي بعظم المسؤولية الإسلامية والوطنية تجاه قضية الإمام القائد السيد موسى الصدر. ولهذا فإنه نظم عدداً من الاضرابات العامة والتظاهرات الواسعة في لبنان بهذا الصدد، كما نظمت مسيرة كبرى من بيروت إلى دمشق بقيادة سماحة المفتي الجعفري الممتاز العلامة المجاهد الشيخ عبد الأمير قبلان والشهيد القائد شمران لدى اجتماع عدد من قادة ورؤساء الدول الإسلامية في سوريا. ألاّ أن كافة هذه المحاولات والتحديات لم تسفر عن نتيجة واضحة، ومازال مصير هذا الزعيم الإسلامي مجهولاً.

بداية انتصار الثورة الإسلامية في إيران



كانت الثورة الإسلامية في إيران تخطو كل يوم خطوة جديدة نحو النصر؛ فقد لاذ الشاه بالهرب من إيران وعاد الإمام الخميني (قده) إلى أرض الوطن بعد خمسة عشر عاماً من النفي والجهاد. ولأنه كان من المتوقع أنه لا مفر من وقوع صراعات دموية في المراحل الأخيرة من الانتصار بين المناضلين والمجاهدين من جهة وبين الماكينة العسكرية للنظام من جهة أخرى، فإن الدكتور شمران ومعه عدد من شباب الحركة المجاهدين الذين أنهوا تدريباتهم العسكرية في لبنان أخذوا يتأهبون للعودة مع الشهيد شمران إلى إيران. وكأن التاريخ كان يمر دفعة واحدة في تلك الأيام، حيث كان كل يوم يعادل عاماً كاملاً من الأحداث؛ فقد وقعت صدامات دموية في العشرين وحتى الثاني والعشرين من بهمن، وأعرب خمسمائة من شباب الحركة المجاهدين المتحمسين والمشتاقين عن رغبتهم في الانضمام إلى إخوانهم الإيرانيين. يقول الشهيد الدكتور شمران:

"لقد فكرنا نحن أيضاً في إعداد خمسمائة من مقاتلي حركة "أمل" والنزول إلى ساحة المواجهة، فتحدثنا مع الحكومة السورية التي أبدت استعدادها لأن تضع تحت تصرفنا طائرة مع ما يلزمنا من معدات حتى نهبط بهذا العدد من مقاتلي أمل حيثما شئنا حتى لو كان ذلك في "فرح آباد" أو في وسط شوارع طهران. وكنت أنا المسؤول عن هذه العملية لأخوض بهؤلاء المقاتلين مع ما لدينا من معدات غمار المعركة. وليس بوسعي التعبير عما كان يشعر به هؤلاء الشباب من شوق وحرارة وعاطفة للقدوم إلى إيران والاستشهاد بجوار إخوانهم الإيرانيين. وكما تعلمون فإن المواجهة في طهران لم تستمر لأكثر من أربع وعشرين ساعة، وربما أقل من ذلك، حيث لاذ الطاغوت بالفرار وانتصر الشعب. ولهذا فلم تتح الفرصة أمام هؤلاء المقاتلين الذين هم من خيرة نجوم الحرب ولا سيما الحرب الفدائية للمجيء إلى إيران والمشاركة في المواجهة بجانب إخوتهم الإيرانيين".

وفي خضم انتصار الثورة الإسلامية، وانضماماً إلى أمواج المد الثوري العارم، فقد أبرق الدكتور شمران إلى أحد أعضاء الحكومة المؤقتة بضرورة إعلامه بالقدوم فيما إذا كان وجوده في إيران مفيداً. ولكن، وفضلاً عن عدم الرد على هذه المخابرة، فإنهم حجزوا الشهيد شمران عندما جاء برفقة اثنين وتسعين من الشخصيات اللبنانية بمن فيهم علماء الشيعة والسنة وممثلون عن المقاتلين من الحركة لمقابلة الإمام الخميني في إيران لمدة ثماني ساعات داخل الطائرة في مطار مهرآباد للحصول على تأشيرة الدخول (رغم إرسال عدد من التلكسات من داخل الطائرة). وأخيراً عاد الشهيد شمران إلى أرض الوطن بعد اثنين وعشرين عاماً من الهجرة والمنفى مفتتحاً هذه العودة بلقاء الإمام الخميني. وكان هو أفضل رسول قادم من لبنان حاملاً معه الكثير من أسرار وألغاز هذا البلد. وفي الشهور الأولى من عودته إلى إيران نُظمت له عدة لقاءات لإلقاء سلسلة من الأحاديث في المحافل المختلفة حيث كان محور خطاباته شجاعة وبطولة مجاهدو حركة أمل وما عانوه من مظالم وآلام وما قدموه من شهداء.

يقول الشهيد شمران في كتابه "لبنان":

"إنني قادم من جبل عامل، حيث دعا الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري إلى الإسلام الصحيح هناك ولأول مرة، وبنى في تلك الديار مسجداً لعبادة الله الواحد…

إنني قادم من جبل عامل الذي عانى سكانه من الظلم طوال 1400 عام من تاريخ الإسلام.. إنني مندوب المحرومين في جنوب لبنان الذين يحترقون كل يوم بنيران المدفعية الثقيلة وقنابل الطائرات الإسرائيلية. لقد جئت من أرض أبيد أكثر من نصفها بشكل تام…

جئت لأرفع صرخة الشيعة اللبنانيين المدوية تحت سماء إيران العالية. إنني آهة اليتامى المعذبين الموجعة الذين يستيقظون من شدة الجوع عند انتصاف الليل بلا يد رحيمة تمسح عن قلوبهم العناء. إنهم يعيشون رهن الخوف من الظلمة والوحدة دون أن يجدوا صدراً دافئاً يأوون إليه. إنني أنة الفجر المنبجسة من صدور الأرامل المحترقة، مرفرفاً ذات اليمين وذات الشمال مع نسيم السحر بحثاً عن الأفئدة والضمائر الحية، وعندما يعروني التعب فأسقط يائساً خالي الوفاض من الأمل، أتحول إلى قطرة من الدموع تتساقط كالأنداء على حافة الأوراق.

إنني أمل ذوي القلوب الحية الساهرين على العدل والانصاف، وإنني هارب من كل هذا العالم الغارق في الظلم، وكلي أمل في النصر الذي سيتحقق بظهور المهدي (عج) الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً".

إن هذا الاهتمام الخاص الذي يوليه لشيعة لبنان وتاريخهم المفعم بالعناء والشقاء والذي هو جزء من الثورة الإسلامية يثير حساسية أولئك الذين ربما كانوا تحت سيطرة التجار من القادة الفلسطينيين فيثيرهم عليه تذكره للشيعة اللبنانيين حتى في إيران. فيكتب الشهيد شمران قائلاً بهذا الصدد:

"إن البعض يتهمونني بالاهتمام الفكري بالدول الأجنبية ووضع مصالح إيران تحت التأثير الأجنبي، ويقولون بأنه يجدر بي صب كل اهتمامي على إيران دون سواها كلبنان وغيره من الدول:

أولاً: إن اهتمامي وقلقي الشديد يتعلق بإيران ، فأوضح أن أخطار الثورة تهددنا وإنني أتحدث عن هذه المواضيع حفاظاً على إيران.

ثانياً: إنني أمضيت في لبنان ثمانية أعوام كانت مزيجاً من العناء والمخاطر وصراع الموت والحياة والشهادة؛ فلو كان ثمة من يريد أن يعرف شيئاً عن لبنان والإمام القائد السيد موسى الصدر فإنني أفضل مصدر مطلع للراغبين. وإن الذي يثير دهشتي هو تأثر البعض بكتابات اليساريين واليمينيين وعملاء الأجانب"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشهيد القائد مصطفى شمران (مسيرة قائد 2 ) من افواج المقاومة اللبنانية امل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشهيد القائد مصطفى شمران (مسيرة قائد 1 ) من افواج المقاومة اللبنانية امل
» منتدى غرفة افواج المقاومة اللبنانية امل يتقدم من القائد الحاج حسن حمدان بأحر التهاني
»  منتدى غرفة افواج المقاومة اللبنانية امل تبارك لنائب قائد كشافة الرسالة الاسلامية العام الحاج حسن حمدان
» شهيدات افواج المقاومة اللبنانية - أمـل
» مسيحي بطل من ابطال افواج المقاومة اللبنانية امـــــل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
.·:*¨`*:·.افــــــــواج المقــــــــاومـــــة اللبـــــــنـــانــــيـــة امـــــل.·:*`¨*:·. :: .·:*¨`*:·.الاقـــــسام المــــــقــــــاومـــــة.·:*`¨*:·. :: منتدى الشهداء والقادة-
انتقل الى: